جيل كامل لم يعرف حارساً للأمن في بلد الأمن سوى نايف الذي كان نايفاً بطيبه وكرمه وتواضعه وحبه لفعل كل ما من شأنه إسعاد المواطن وإراحته. كنت أسمع بين العسكريين وغيرهم مسمى (أبو أبشر) كاسم يلقب به سمو الأمير نايف - رحمه الله - فلا يتداول بينهم مسمى لسموه إلا هذا اللقب لتكرر هذه الكلمة على لسانه عند طلب أي أحد منه شيئاً. كنت أعتقد ان ذلك أمر مبالغ فيه، إلا أنني وجدت ذلك حقيقة لا تزيفاً أو إطراء في غير مكانه. فعندما تشرفت بزيارة سموه ضمن وفد جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض وجدت ذلك بالفعل إذ كنت جالساً بالقرب من سموه الكريم الأمر الذي أتاح لي سماع كل ما يدور بينه وبين من قدم للسلام عليه فما سمعت أحداً يشكو إليه أمراً أو يطلب منه طلباً إلا قال له: ابشر فقلت سبحانه الله إذن ما يتناقله الجميع عنه صحيح بالفعل، كما لفت انتباهي عنه - رحمه الله - أريحيته وتواضعه فقد كان يسأل عن الجمعية وعن المكفوفين ووضعهم والخدمات المقدمة لهم، كما كنت أتعجب من صبره - رحمه الله - فقد كان طيلة استقباله لكافة من قدم للسلام عليه ولمدة طويلة واقفاً منصتاً ومستمعاً لحديث كل شخص حتى يفرغ فسبحان من أعطاه كل هذا الصبر. إن فقد رجل عظيم كنايف ليس بالأمر الهين ففي الوقت الذي نحن فيه هانئون ومسرورون هو ساهر ليله متواصل مع نهاره بعين لا تعرف النوم في سبيل ألا يكدر صفو أحد مكدر. رحلت يا نايف الأمن ولكنك باق في قلوبنا لم ولن تمت. ولا ندري هل نايف الأمن أم الأمن نايف بل هو جميعهما رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له نظير ما قدمه لدينه ومليكه ووطنه والأمة الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله.