تتقلد صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئاسة العديد من الجمعيات واللجان الخيرية في المملكة مثل المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية فرع المنطقة الغربية، ونائبة رئيس لجنة برنامج الأمان الأسري الوطني، ورئيسة مجلس إدارة جمعية سند الخيرية للأطفال المصابين بالسرطان ورئيسة الهيئة الاستشارية بالمتحف الوطني وغيرها من الجهات التي ليس بمكان حصرها بهذا المقال.. كل ذلك أهّلها لتكوين شبكة من التواصل الاجتماعي تحت نظام توجيه وإرشاد أسري عريق تبناه والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، فقربها إلى نفسه وأشعرها بحجم مسؤوليتها كأخت كبرى لجميع بنات الوطن فكانت أهلاً للثقة والمسؤولية، فخلال مدة وجيزة من الزمن أصبحت سمو الأميرة عادلة قدوة كل فتاة سعودية تسعى إلى النجاح والتقدم وقدوة كل سيدة أعمال تسعى إلى التطوير وزيادة الإنتاج الربحي بشكل مغاير تجارياً، إنها نتاج التنشئة الاجتماعية التي اعتمدت النظرية السلوكية كما يرجعها المختصون بالعلوم الاجتماعية، فلم تلهها مباهج الدنيا كابنة ملك عن الاهتمام بقضايا بنات وطنها وأطفاله وعندما ترأست تلك الجمعيات ليست قبولاً لأمر شرفي عرض عليها إنما أُنشئت بمبادرة كريمة وتأسيسية من سموها جاءت ترجمة لتعاليم ديننا الحنيف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وعملت على تكوين شبكة تواصل اجتماعي محلي تختلف تماماً عن الشبكة العنكبوتية التكنولوجية ، هدفها نشر الثقافة المحلية للأعمال الخيرية سواء بتنظيم وتقنين العمل الخيري عن طريق إنشاء تلك الجمعيات واللجان لاستثمارها في تنفيذ البرامج الخيرية لفئات المجتمع السعودي منها الموجهة للمرأة بشكل خاص ومنها الموجهة للطفل والجزء الأكبر منها لصالح المرضى شفاهم الله، حيث توليهم سموها جل اهتمامها وتحرص على تقديم ما في وسعها تجاههم ولعلي هنا أستشهد من خلال عملي بكل فخر مع سموها كأخصائية اجتماعية بالمؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية حيث لمست عن قرب مدى ما تحمله من مشاعر فياضة تجاه المرضى وبالأخص الأطفال المعاقين فكلما عرضت أو ناقشت معها إحدى حالات المرضى سارعت بتقديم الخدمة المطلوبة دون بروتوكولات معينة تتحجج بها أغلب الجمعيات الخيرية التي تتأخر في البت في تقديم الخدمة المطلوبة لهؤلاء المحتاجين لخدماتها تسليماً منها بكفايتهم مما قدره الله سبحانه وتعالى عليهم وثقة بما تقدمه الأخصائيات الاجتماعيات من دراسات وبحوث اجتماعية خاصة بهم، كذلك حرص سموها على تشجيع العلم والبحث العلمي حيث أسست جائزة الأميرة عادلة العلمية في مجال أمراض السرطان للأطفال، وتسعى سموها لنبذ العنف عن المجتمع بكل صوره فنذكر موقفها الرافض لزواج القاصرات واعتبار ذلك من صور العنف الأسري المنتهك لحقوق الطفولة، وكما صرحت سموها في مقابلة مع وكالة رويترز أنها متفائلة بشأن الجهود الرامية إلى إحداث تغييرات مجتمعية لصالح المرأة تتماشى وعقيدتنا الإسلامية، نقول لها نحن معك سمو الأميرة ونشد على ساعدكِ وفقكِ الله. *رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية بمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى