آلو لا أعرف.. لم أخمن، أو أتوقع وقتاً محدداً لاتصالها.. لكن.. عندما الأرواح تتلاقى فقد يحين، أو يحن القدر! كعب كنت صامتاً لحظات سماع صوت الكعب الذي يعزف سيمفونية مع أوركسترا السيراميك الفاخر.. الكل يفكر بمن هو قادم! قلت أنا: - أنا أول من يختار! قال آخر: - كلا.. أنا من يختار.. أنت اخترت المرة السابقة! صمت قليلاً ثم قلت: - خلاص.. سأكون أنا ثاني من يختار! ولع أسير في طريق لايعرف لغتي فيه إلا أنا.. أتلفت بين البيوت التي شاهدتها في الأفلام.. فجأة.. سقطت عيوني على فتاة تتابع التلفاز وهي تبكي.. عندها شعرت أن البشر هنا لديهم مثل ما في وطني! وينك بكيت بما فيه الكفاية وأنا أنتظر توأم الروح.. انتظرت وأنا تنهكني الحاجة إلى شخص يتفوه بلغة أعرفها.. شعرت أن الموت والغربة وفقدان التواصل شيء واحد.. المطر ينهمر بغزارة، والسماء الصافية غائبة منذ شهور.. والضباب فقط هو الحاضر في لحظة نشيج أخير لكنها لاتنتهي، وإذا بهاتفي الجوال يستقبل رسالة تفيد أن رصيد الشحن قد انتهى! أنين أنتظر شيء يبهج.. يبعث الأمل، وأحتضر. كلما تذكرت همسات صوتها أصبحت في غاية السعادة.. جمال، وخلق.. روعة وحسن جذاب.. كلما أسعفتني الذاكرة بصوتها، أو حن الخيال بصورتها.. شممت رائحة كورنيش الدمام! جهل لحظة خطبتي لها من أبيها قال لي: - أنت تسكن هناك، وقبيلتك من هناك.. لامكان لك عندنا! خرجت ألعن.. وشيوخها.. الذين هم هناك! فري وبشوت الحياة هنا ممتعة.. مليئة بالأمل والطموح.. ومجهدة بالعمل الجاد. كنت برفقة عمي المسن الذي جاء للعلاج ولايعرف إلا اللهجة الحائلية، وكل شيء حولنا يوحي بالدقة والنظام كعقارب الساعة. جاء فتى إنجليزي برفقة صديقته التي بدت سرتها وادعة أسفل التيشرت.. تحدثت معه، وعمي ينظر إلى بفخر وثقة، تحدثت مع الفتى الإنجليزي عن الحرية، فقال لي: - freedom شيء أساس في حياتنا.. نحن نختار مانشاء دون ضغوط! التفت على عمي بعقاله المائل فخراً قائلاً: - قل له إن حنا بعد عندنا فري وبشوت! انتظار أترقب رنين الهاتف ودموعي تكاد تجري.. لا أدري لماذا تأخرت رغم أنها وعدتني أن تتصل.. كنت بحاجة إليها حتى تسكن ضجيج مشاعري المتعثرة.. رافقتي الرغبة في البكاء تلك الليلة حتى الصباح، ولا أعرف إن كانت شاركتني ذلك!