الأمراض الوراثية كثيرة ويصعب حصرها، بعض هذه الأمراض يمكن معرفتها واكتشافها والبعض الآخر خطير ومميت خاصة الأمراض الاستقلابية، سنتحدث اليوم عن مرض وراثي أحد أمراض الدم التي تنتقل بالوراثة ويمكن تفادي ذلك من خلال عدم الزواج بين حاملي المرض، هذا المرض هو مرض الناعور الذي يسبب نزيفاً في أي مكان ويكتشف بعد الولادة خاصة بعد الطهارة خارج المستشفى، اذ ان الطهارة داخل المستشفى تكون آمنة ويكتشف بعد اجراء تحاليل الدم. للأسف كثير من الناس يجرون لأولادهم الطهارة خارج المستشفى مما يؤدي إلى نزيف مستمر يضطرون بعد ذلك الذهاب إلى المستشفى في حالة خطرة أحياناً والكثير من هؤلاء يعتقد أن الطهارة في المستشفى صعبة ومعقدة وكذلك لسهولة أجراؤها في المراكز الخاصة. ان مرض الناعور ثلاثة أنواع سنتحدث عن نوعين أ وب واللذين هما نتيجة نقص عاملي التخثر 8و9 وهما أخطر أنواع أمراض نقص عوامل التخثر الوراثية وأكثرها شيوعاً وتتشابه وتتطابق الأعراض السريرية للناعور A والناعور B عمليا وقد اكتشف ذلك منذ القدم حيث كان القدماء ينصحون بعدم الختان عندما توجد قصة متكررة لوفيات تالية للنزيف بعد الختان عند الذكور الأشقاء. كيف يحدث النزيف؟: إن عملية وقف النزيف تعتمد على عدة عوامل متعددة في الدم وخارج الدم ولكن الأهم هي عوامل التخثر في الدم والتي في مجملها ويعتمد كل منها على الآخر، ولشرح عملية التخثر تحتاج إلى شرح مكثف يصعب على الأطباء وذوي الاختصاص استيعابها فما بالك بالقارئ العادي. ولتسهيل ذلك على القارئ الكريم فان أي أذية تحدث في الجسم تؤدي إلى نزيف ولوقف هذا النزيف يحدث عادة سدادة صفيحية مع تشكيل خثرة ليفية تمنع استمرار النزف، هذا ما يحدث في الشخص العادي، أما في حالة الناعور يتأخر تكون الخثرة وان تشكلت فانها لا تكون قوية كفاية، وعندما يحدث النزف غير المعالج في جزء مغلق كالمفصل فان توقف النزف قد يحدث نتيجة للاندحاس «السطام» أما النزيف في الأماكن المفتوحة فلا يحدث بها السطام، ويستمر النزف مسببا خسارة مهمة، وقد تكون الخثرة المتشكلة في حالات مرض الناعور هشة سهلة التفتت ومن ثم النزيف الذي يتكرر خلال تحلل الخثرة الفيزيولوجية أو يحدث النزيف من جراء الرض البسيط.