قال الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة أستاذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم بجامعة أم القرى إن كرسي القرآن الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – في جامعة أم القرى أنموذج مشرق على الاهتمام والعناية والحرص والرعاية من لدن ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية وهو دليل قاطع وبرهان ساطع على حفظ الله لكتابه العظيم في الصدور والسطور تحقيقا لقوله سبحانه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وقال: المستقرئ لتأريخ الأمجاد والحضارات والمتأمل في سير الأمم والمجتمعات يجد أنها تنطلق من مبادئها وثوابتها ونحن أمة القرآن – بحمد الله - نستقي منهجنا من رسالة عظمى ربانية، وغاية جدّ جليلة عالمية إنها رسالة الإسلام والقرآن وقد التأمت درر هذا العقد المتلألئ حول ثلاثةِ محاور سنيةٍ هي شامةٌ في ذُرى الشرف وصدفةٌ لأغلى هدف ثلاثةُ محاور مشرقة بديعة سامية ، اكتنزت الحق والهدى والإصلاح وتضمنت الجلال والريادة وعانقت البحث العلمي . ولأبدأ بمحور الشرف الأول شرف القرآن الكريم، المنزّل نوراً وهدىً للعالمين. كما قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"، الأمم بدون القرآن في حسرة وضلالة وغمرة وعجز وخسر وانتكاس وبه نهوض المجتمعات واستقرارها وحياة الأرواح وعِزة بأحكامه فالقرآن الكريم نهضة بالعقول من وهدة الجهالة إلى مراقي الإبداع والتفكر في خلق الله قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الأيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم). وأضاف: أما المحور الثاني فهو شرف المكان وهو بلد الله الحرام، أم القرى خير الأماكن وأجل البقاع على الإطلاق ومهوى الأفئدة ومهبط الوحي وإن في إنشاء هذا الكرسي المرموق، في مكةالمكرمة أم القرى لرسالة للعالم عموماً وللمسلمين خصوصاً أن لا عز يجمع أمتنا ولا وحدة تنظم ألفتنا إلا بالرجعة الصحيحة إلى القرآن الكريم وتبويئه محله الأرفع الذي من أجله نزل وذلك بتنفيذ أحكامه وتدبر معانيه والتحقق بأمره ووعيده وترغيبه لأنه أعظم كلام لإحياء النفوس وتزكيتها وإسعاد البشرية. وتابع الشيخ السديس: وقد شرفت جامعة أم القرى باحتضان هذا الكرسي الأغر وانه لوسام عز وفخار وشرف تشرف به وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن المحور الثالث وهو شرف الإمامة والمقام المتمثلة في الإمام الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي يشرف هذا الكرسي بحمل اسمه – وفقه الله – فهو راعي هذا الكرسي القرآني وواضع نواته ورافع لبناته ولهذا فإن استمداد هذا الكرسي بحق إذ ينتظم محاور الشرف ليعد فتحاً قرآنياً جديداً وعملاً إسلامياً فريداً يسجل بمداد من نور لصاحبه وراعيه الذي وشاه المولى عز وجل بخصائص الإمامة ومميزات الحُكم، فهو إمام في عنايته بالقرآن وتعظيمه وفي همته وطموحه ورحمته وأخلاقه وإنسانيته. وزاد الشيخ السديس: وما توجيهه – بإنشاء هذا الكرسي ونظائره إلا شهادة على المكانة العظيمة التي يتبوأها القرآن الكريم في نفس خادم الحرمين الشريفين – وامتداد مبارك لأعماله الجليلة ومآثره الغرّاء الذهبية في عنايتها الفائقة بكتاب الله عز وجل عملاً وتحكيماً وتدريساً وتعليماً وطباعةً ونشراً في العالمين ومن المهم أن يكون هذا الكرسي مواكباً لقضايا الأمة، متفاعلاً مع المستجدات مسانداً للعلوم الأخرى وأن يكون شمس إقراء وهداية وعلم حق ونور وإبداع ومنارة حق وميدان تجديد وتطوير وطموح، ومركز أبحاث ذات عمق وجدة وابتكار ومناهل علمية عذبة..