في خلال شهر واحد سقط لاعب كرة قدم آخر "بيرماريو موروسيني" (26 عاما) لاعب نادي "ليفيرنو" الإيطالي على أرض الملعب (هذه المرة في إيطاليا) بعد توقف قلبه المفاجئ عن العمل، وكلاهما في العشرينات من العمر، ويحدث مثل هذا من آن لآخر في رياضات أخرى. لاشك أن فاجعة كهذه تؤثر على عائلة الرياضي وعلى باقي الرياضيين والمدربين وجمهور المشجعين، فما الذي يحدث وما هي الخطة لمواجهته؟ النشاط الرياضي مصحوب بزيادة مخاطر الموت المفاجئ في الأفراد المصابين بأمراض القلب (الخلقية أو المكتسبة) لكن في نفس الوقت فإن ممارسة الرياضة المنتظمة لها مردود إيجابي مفيد في المدى البعيد على أمراض الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)، ويستحب للغالبية العظمى منهم ممارسة الرياضة لكننا نحتاج لوضع آلية للتعرف على القلة القليلة المعرّضة للخطر خاصة قبل انضوائهم تحت أي نوع من الرياضة البدنية. كثير من الأمراض التي تتسبب في الموت المفاجئ أثناء الرياضة هي أمراض القلب التي لها علاقة بالوراثة الكروموسومية المهيمنة، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية معايير للمسح التشخيصي تتضمن: (1) يجب تشخيص المرض في مراحل مبكرة. (2) تقييم تقدم المرض بوسائل حديثة. (3) توفر العلاج لتحسين فرص الشفاء من المرض. ويرى الكثيرون أن يكون المسح التشخيصي مقتصرا على مزاولي الرياضة المنتظمة وأقارب الدرجة الأولى لمرضى القلب ذات الصفة الوراثية. استقر رأي مجموعات عمل من مجلس رابطة القلب الأمريكية ومن جمعية أطباء القلب الأوروبية على أن يتم المسح قبل البدء في ممارسة الرياضة البدنية، وإن تفاوتت آراؤهم حول نوع المسح؛ فالأمريكيون يرون ذلك بمعرفة التاريخ المرضي والفحص بالسماعة فقط بينما يرى الأوروبيون ومعهم اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية أن يشتمل الفحص على رسم القلب أيضا، ويقوم بقراءة تخطيط القلب طبيب متخصص وهو الذي يوصي بعمل فحص للقلب بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) في حال ظهور علامات غير طبيعية في تخطيط القلب. يتم الاستعلام في التاريخ المرضي عن الوفاة المفاجئة لفرد أو أكثر من العائلة أو وجود أحد فيها تحت سن الخمسين يعاني من مرض في القلب أو إن كان الشخص نفسه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو آلام بالصدر أو اضطراب في التنفس عند بذل مجهود أو اضطراب في نبض القلب أو نوبات سابقة من الإغماء. وبما أن الإحصائيات أظهرت بأن وفاة الرياضيين ملحوظة قبل سن الخامسة عشرة (البعض عند سن الثامنة) فإن المسح التشخيصي المثالي لا يجب أن يتأخر عن سن السادسة أو السابعة قبل الانضمام للرياضة المنتظمة، وفي التجربة السويدية فإن نوادي الرياضة بدأت منذ العام 2006م في تطبيق الفحص قبل الالتحاق بالنشاط الرياضي مما نتج عنه انخفاض في حالات الموت المفاجئ المرتبط بالرياضة البدنية. وهنا يأتي دور الصحة المدرسية في فحص التلاميذ تقليديا – الذكور والإناث - ومعرفة التاريخ المرضي والعائلي ليكون تشخيص أمراض القلب مبكرا ثم العرض على طبيب القلب ومتابعة الحالة بعد ذلك وتقديم النصح عن أنسب نوع من الرياضة يتناسب والوضع الصحي للتلميذ، أما إن كانت المخاطر حقيقية فيمكن توجيه النشاط بعيدا عن المجال الرياضي. * وكيل كلية الطب للشئون السريرية جامعة الملك خالد