الجدية مطلب في حياتنا كأمة استخلفها الله في عمارة الأرض ' أمة مدركة لرسالتها ولثقل الأمانة التي استودعها رب العزة والجلال في نفوس وعقول أبنائها 'ما دفعني الى هذه الفكرة هو ما يلحظه الجميع من تسيب وتهاون ولامبالاة في كل شيء وأي شيء وكأننا قوم نعيش على هامش الحياة ' أيام نقضيها ونرحل او مسافرون نقيل في ظل شجرة. ان من ينظر الى تسيب الموظفين وتسربهم في كل موقع بل وبكل دائرة مع تأديتهم للحد الأقل والأدنى مما كلفوا ويكلفون به وبكل تذمر وتثاقل ليدرك ما ارمي اليه. ان من يلمس فرحة المعلمين والطلاب والأهل وللأسف بخبر الإجازة وتعطيل المدرسة الذي معه أصبحت أيام العطل أكثر من أيام الدرس والتحصيل حتى غدت الإجازة حقا مكتسبا في بداية الدراسة ونهاية الفصل الدراسي وقيل الامتحان وأيام المطر والغبار فتحول التقويم الدراسي الى.. المتمعن يعي ما اقصد. أن تدني مستوى المخرجات التعليمية دنياها وعلياها حتى أننا أصبحنا نصفق للخريج الذي يكتب بخط حسن وصياغة مقبولة أمر يثير الاهتمام والوقوف أمامه طويلا. إن سعي المسؤول وبحثه عن من يدير العمل بأسلوب التسيير والتمرير وتمشية الأمور دون وجع رأس على حساب الجودة ضبطا وربطا في سبيل الرقي والتقدم وتحقيق آمال وتطلعات الأمة 'ان كل ذلك ليثير كومة من علامات الاستفهام' ولعل حزمة من علامات التعجب تأتي مع مضايقة المجدين الحريصين الغيورين على الوطن ومقدراته مهما صغرت . الى اين نسير بهذا الحس وبهذا الشعور؟ سؤال مشروع والإجابة عليه تستوجب ان نكون واضحين وصادقين مع أنفسنا محبين لوطننا وامتنا مؤمنين بمدلول الآية الكريمة (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. لست متشائما في النظرة و لا حاد المزاج لكنني واضح مع نفسي ومع وطني ومع أمتي ومع قيادتي الرشيدة التي أدرك ان هذا همها بل والصورة الرائعة هي حلمها وما أنا إلا مذكر والله من وراء القصد.