الأدب المجهول أو الأدب المنسي هو الأدب الذي لايُعرف عنه الكثير , بسبب ارتباطه بالعلم والتقنية , بالرغم من أنه أدب يمكن أن يخاطب الإنسان من ناحية التقدم العلمي والتقنية وعلاقته بالإنسان من حيث تطوره ومشاعره وأفكاره . هذا الأدب المجهول هو أدب الخيال العلمي . وهذا الادب يعالج التطورات العلمية والاكتشافات والاختراعات التي يمكن أن تحدث بشكل رائع , ما يشير إلى إمكانية التأثر والتأثير بين الأدب والعلم والتقنية . ويعتبر الأديب والروائي الفرنسي جون فيرن (1828-1905م) , والروائي الإنجليزي ه .ج . ويلز (1866-1946م) من أبرز رواد أدب الخيال العلمي , الذين قدموا هذا الادب في عدد من رواياتهم التي استشرفت المستقبل , وما يمكن ان يحدث فيه من تطور علمي وتقني وحضاري . وقد تحقق بعض ماجاء في تلك الروايات من أفكار واكتشافات واختراعات ونظريات بعد فترة من الزمن .. ولا شك أن لوسائل الأعلام المختلفة دوراً مهماً في نشر هذا الأدب وتنمية الخيال العلمي وبالتالي نشر الثقافة العلمية عند الافراد والمجتمعات . ويتم ذلك من خلال إعداد برامج علمية وتعليمية وثقافية تنمي وعي الأفراد وتثير خيالهم . ويمكن للتلفزيون أن يقدم كثيراً من هذه البرامج ويؤثر في الجمهور كباراً وصغاراً .. وقد أظهرت الدراسات والبحوث في الدول المتقدمة أن المشاهدين يفضلون مشاهدة برامج الخيال العلمي . أما في العالم العربي , فإن البرامج الموجودة في وسائل الإعلام لا تتناول الثقافة العلمية , ومايرافقها من أدب أو مواد علمية . ومن أجل تشجيع ونشر أدب الخيال العلمي لابد من الاتجاه إلى الترجمة لهذا النوع من الادب , بالرغم من تراجع نشاط الترجمة بشكل عام في العالم العربي . كما ينبغي تدريس مهارات التفكير وما يحمله المستقبل من خيال يمكن أن يتحقق في كثير من الإنجازات العلمية والتقنية . إن تنمية أدب الخيال العلمي ترتبط كثيراً بعوامل حركة المجتمع وتطوره عبر الزمن . ولا شك أن هذه العوامل يمكن أن تدفع العديد من المفكرين والأدباء والعلماء إلى الإسهام في هذا النوع من الثقافة والأدب العلمي الذي نحتاجه كثيراً في هذا العصر ..