ارساء قواعد العدل أمر مطلوب في أي مجال، ومن هذه المجالات الرياضة التي تحتاج دائما الى الضبط وفرض النظام في جميع المناسبات والمسابقات المحلية خصوصا اذا ما عرفنا أن المتابعين لها شريحة كبرى من الشباب الذين يتعلقون بها ويشجعون الاندية، ومتى ما غاب هذا العدل "كرت السبحة" وعمت الفوضى المكان والزمان وكثرت التأويلات وزادت حدة الاحتقان التي ربما تحرق نار أكثر من طرف وتتجاوزه الى ماهو أهم وأكبر من متابعة منافسة رياضية ونتيجة مباراة، ودائما ما نادى كثيرون بأن يحضر النظام وتقول اللوائح كلمتها بعيدا عن التأثيرات والتدخلات في مختلف الاحداث التي تستحق الوقوف حولها وتأديب المخطئ أياً كانت مكانته وحجمها وعلى الرغم من هذه المناداة المتكررة إلا أن بعض اللجان تغض الطرف وتصدر قراراتها وكأنها تتم بصورة انتقائية "مع وضد" الأمر رفع حدة الغضب والتعصب والانفلات الجماهيري والإعلامي وجعل الاغلبية يشككون في هذه القرارات ويسخرون منها ويعتبرونها تتخذ لصالح الطرف الاقوى صوتا، وفرض ضد الضلع الاضعف. ما بين حديث رئيس ناد وتصرف آخر تباينت العقوبات.. لماذا؟ وبالأمس رسخت قرارات تغريم رئيسي القادسية والشباب وايقاف الإداري طارق النوفل هذه القناعة التي ترى أن الناس من حولنا تتقدم رياضتهم بفضل سريان القرارات والعقوبات والنظام واللائحة على الجميع، بينما لجاننا تضع الاعتبارات قبل اصدارها دون سبب واضح ودون مراعاة للأهم في ذلك وهو مصلحة الكرة السعودية، إدارة الشباب تطالب بتطبيق قرار الكشف عن المنشطات على لاعبي فريقها وعلى لاعبي الفريق فيصدر القرار سريعا بمعاقبتها، وحتى نعرف حجم العدل لدى من اصدر القرار فإن العقوبات اعلنت أول من أمس عبر بعض الصحف وقبل صدورها من اللجنة المعنية، وهذا ايضا يوضح الحياد والمساواة لدى "الانضباط" في التعامل مع وسائل الاعلام وتجسيدا حيا ان قراراتها متفاوتة!! * تباين العقوبات أمر مزعج ولن يجلب إلا الفوضى وكثرة الاحتجاجات، أحد الخبثاء علق قائلا: "ربما ان اللجنة تريد من يحتج على القرارات المتفاوتة حتى تصدر ضده قرارات الغرامة والايقاف وبذلك تتحول اللجنة من جهة ترسي العدل الى لجنة دورها "الجباية" والتهديد دون ان يكون لها دور في فرض المساواة على الجميع، فتباين العقوبات واختلافها بين التطبيق بطريقة قاسية وبين الصمت المطبق على طريقة (ما سمعنا ولا شفنا) أمر غير محمود ولا يقود إلى أي نتيجة إيجابية، والا كيف يعاقب رئيس ناد يطالب بتطبيق الفحص عليه وعلىخصمه معاً، ويتم تجاهل اتهام مباشر على الهواء من قبل رئيس ناد آخر تجاه نجوم المنتخب بأنهم يتعاطون المنشطات، اليس في ذلك اساءة لا تحتاج الى أي مداراة ودمدمة"؟ توقيت بعض القرارات هل يفسر على أنه إفساد لأفراح المنتصر؟ هناك جماهير تواصل اساءاتها يتم غض الطرف عنها وكأنها محمية من العقوبات وابرزها جماهير الأهلي وهذا شجعها على حمل لافتات قماشية مسيئة للمنافسين وتكرر ذلك مرات عدة، وسمح لها من إدارة الملعب بالدخول في هذه اللافتات ومرت دون عقوبة من لجنة الانضباط، على الرغم من أنها حملت عبارات اساءات موجهة للمنافسين مثل (انتهى زمن الدلال والبروستد والحراق) واللافتة الأخيرة حدثت في مباراة الاهلي والشباب، والسؤال هل لجنة الانضباط لا تشاهد ما تنقله الكاميرات وما يشاهده كثيرون في الملاعب؟ أم ان القرارات انتقائية، وتغض الطرف اتقاء لشر الصوت القوي؟! الطريقة الحالية في ادارة اتحاد الكرة المؤقت ولجانه خصوصا لجنة المسابقات فيما يتعلق بالتأجيل لاسيما "قصة التأجيل الشهيرة" ورفض تأجيل مباريات أخرى، والانضباط فيما يخص العقوبات تجعل الرئيس الحالي أحمد عيد تحت ضغط كبير وفي قفص الاتهام، بل ان هناك بعض الجماهير والاندية المتضررة تربط هذه القرارات بأن الرئيس اهلاوي بل انهم لا يتوانون بنعته بحارس الاهلي السابق ونائب الرئيس السابق ايضا على الرغم من انه لا ضير في ذلك كون جميع الرياضيين لهم ميول وخرجوا من الاندية، انما تحرجه انتقائية القرارات تجاه فرق، وضد فريق احمد عيد ايضا، والكل يعرف ان اشارة النوفل المرفوضة فعلها رئيس الاهلي من دون ان تتدخل لجنة الانضباط التي عليها اعادة النظر في العقوبات وان يكون دورها اصلاحيا اكثر من ان يكون دورها فقط اصدار القرارات التي يترتب عليها اثارة الفوضى والاحتقان، وما اللائحة الشهيرة التي تمت ازالة حبرها وهو لم يجف بعد الا أكبر دليل على أن اللجنة تعمل تحت شعار (نحن موجودون) حتى لو كانت مخرجاتها متعجلة وتطبق على طرف دون الآخر!