من الأمور الطبيعية أن يتناول الإعلام الرياضي بوسائلة كافة قضايا الساحة المختلفة ولكن الأمر غير الطبيعي هو عدم التوازن في الطرح والبعد عن المنطق والكيل بمكيالين والمجاملات وتأثير الميول، هنا أحدد بعض الطرح الإعلامي الأخير السلبي والمؤجج والمستغرب الذي سبق لقاء النصر والقادسية وربط العلاقة التي تربط الفريقين بنتيجة المباراة وأثر ذلك على بقاء القادسية في دوري "زين" وأن النصر سيسلم المباراة فأعتقد أن من تناول طرحا في هذا الاتجاه السلبي والفكر الغريب علينا ربما أساء لنفسه ومركزه قبل أن يسيء للرياضة ويخدش مبادئها ودخل في أمور ظنية ونصب نفسه وصياً على الرياضة وعلى النصر وتحدث بما لا يعقل وأوجد الحجج والبراهين الواهية قبل المباراة والسيناريو المحتمل لها وتكلم عن علاقة خاصة بين الناديين وأنه يخشى على الرياضة من ما سيحدث. نعم النصر تربطه علاقة وطيدة وحميمة بجميع الأندية ويفخر بها وهذا هو حال كل أنديتنا وهذه العلاقة مطلوبة في الساحة الرياضية وهي ظاهرة صحية ولا علاقة لها بالتنافس ومسألة انتقال اللاعبين من القادسية فهذا عصر الاحتراف، فقد انتقل من قبل سعود جاسم والصادق وكريري والودعاني للاتحاد وعبدالله الشريدة وياشر القحطاني وسلمان الخالدي للهلال وزيد المولد وعبدالملك الخيبري للشباب كما انتقل يوسف السالم وصالح القمبر وعبد المطلب الطريدي لأندية أخرى مثل ما انتقل محمد السهلاوي وعبدالكريم الخيبري للنصر، كما صاحب انتقال المحترف الجزائري حاج بوقاش في فترة الانتقالات الشتوية طرح مبالغ فيه بينما انتقال المحترف البرازيلي جيرالدو ويندل في الفترة ذاتها صفقة ناجحة تمت بهدؤ، والأمر الأشد وقعا هو أن اراحت اللاعبين المجهدين من اجل استحقاق آخر رؤية فنية تلقى الإشادة، فقد لعب منتخبنا دورة الخليج بمنتخب رديف وأراح الأهلي بعض لاعبيه في بطولة آسيا وهو يمثل الوطن من أجل الدوري وكذلك الاتفاق، والهلال في الجولة الاخيرة ولكن عندما يريح النصر بعض لاعبيه لأمور فنية وإعدادهم لكأس الأبطال تصبح عند البعض مصيبة يصاحبها ضجة ويتناولونها من زوايا أخرى رغم أنه شأن نصراوي خالص. النصر كيان شامخ وتاريخ وليس مرحلة والظروف التي يمر فيها عرضية سمحت للبعض بالتطاول عليه وتجاوز الخطوط الحمراء بحكم الفترة التي يعيشها بجداره القصير والذي لم يستطيع من هم الآن في صفوف المقدمة في البيت النصراوي من التصدي لهم وإنكار طرحهم والتعامل معهم بحزم. لذلك ونحن نعيش عالم الاحتراف لا استغرب حقيقة تراجع رياضتنا وانعكاس ذلك على نتائج منتخباتنا طالما هذا حدود تفكير بعض المحسوبين عليها والذي أزال النصر عن أعينهم غشاوة سوداء وتبين لهم الآن أنه غير متخاذل في الميدان والأجدر بهم تقديم اعتذارهم للشارع الرياضي للتخوف المستنكر الذي رسموه قبل المباراة.