جاء مظهر مدرب نادي نجران المقدوني جوكيكا مخجلاً للغاية وهو يحمل الكرسي واقفاً أمام رئيس النادي صالح مريح في لقاء الفريق أمام الاتحاد، ويوحي هذا الظهور تعرضه للتدخل الفني بعمله من قبل رئيس النادي والذي ترك مكانه فارغاً في منصة الملعب ونزل إلى دكة البدلاء ربما لإصلاح مايراه خطأ في الفريق. نزول الرئيس وترجله عن عمله الإداري في تلك الأثناء ورغبته في التدخل بالأمور الفنية حقيقة يعاني منها المدربون في الأندية السعودية لكنها في الخفاء، إلا أن المريح أراد أن يظهرها علانية بأن المدرب لا يمنح حقه الكامل في النواحي الفنية فعندما يتجرأ رئيس النادي ويتدخل في عمل المدرب علانية وأمام الكاميرات وفي مباراة جماهيرية فماذا نتوقع أن يحدث في غرفة تبديل الملابس وفي التدريبات ؟ أعتقد أن مايحدث هو أسوأ من ذلك مما يحدث هزة للفريق تساهم في تردي النتائج على مستوى الدوري. جوكيكا لم يتحمل ضربتين في الرأس فانفجر غضباً على الرئيس فضربة العودة إلى التعادل بعد التقدم وضربة التدخل بالقرارات الفنية كانت مؤلمة على المقدوني الذي حاول التهجم على رئيس النادي تاركاً خلفه مباراة فريقه تلعب في دقائقها العشر الأخيرة وكأنه أعلن الرحيل عن النادي النجراني في تلك الأثناء . مر الكثير من المدربين الأجانب على الرياضة السعودية وغادروها يشتكون التدخل في القرارات الفنية وهي ظاهرة ساهمت في تراجع الرياضة السعودية للوراء وأنعكست آثارها على المنتخب السعودي ، فكثير من اللاعبين انتهى مستقبلهم الرياضية بسبب خلافاتهم مع رؤوساء الأندية والمضحك المبكي أنه بمجرد ما يغضب رئيس النادي على اللاعب يخرج من حسابات المدرب لوجهة نظر (فنية) بحتة لا أكثر من ذلك ولا أقل، والغريب أن اللاعب كان يمثل عنصراً أساسياً لدى المدرب الذي تغيرت قناعاته تجاه اللاعب في لحظة واحدة في مؤشر واضحة لتعرض المدرب لضغوطات تبعد اللاعب عن القائمة الأساسية. تدخل الإداريون في عمل المدرب والضغط عليه لإبعاد بعض اللاعبين يعتبر فشلا إداريا ذريعا فعندما ينحدر مستوى الفكر الرياضي لدى الرجل الإداري فالأندية السعودية فهذا مؤشر خطير يهدد بانقراض المواهب على الساحة الرياضية فهل نرى فكراً إدارياً جديداً في الرياضة السعودية أم تستمر الحال طويلاً على هذه الصورة المؤلمة والموجعة .