وصف سعادة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين لدى تسلمه تقرير اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث البحرين خلال العام الماضي وصفها بأنها كلمة تاريخية في حدث تاريخي تمر به البلاد. وقال الشيخ حمود إن جلالته - حفظه الله - وضع النقاط على الحروف وحدد ملامح المرحلة المقبلة والخطوط العريضة لسياسة مملكة البحرين حاضراً ومستقبلاً. الالتفاف حول القيادة وقال السفير البحريني لدى "الرياض" في حديث خص به صحيفة «الرياض» أمس: ان الاحتفال الذي رعاه جلالته بتسلمه تقريراللجنة الوطنية لتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفسور بسيوني هو مناسبة وطنية بكل معاني الكلمة تفتتح بها مرحلة جديدة، ويطوي فيها البحرينيون كل عوامل الفرقة والانقسام ليؤكدوا وحدتهم الوطنية وليعززوا مسيرتهم بالالتفاف حول قيادتهم الحكيمة لتتواصل جهود الإصلاح والنهضة والتطورالتي يقودها باقتدار وحكمة وشفافية وحنكة وصبر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله ورعاه - وتتولى تنفيذها الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى حفظهما الله. بعض الأطراف تنفذ أجندة جهات أجنبية وهي تغرد خارج السرب الوطني ملفات أغلقت ودعا سعادة السفير الشيخ حمود الجميع إلى التكاتف والتضامن لما فيه خير البحرين ومصلحة شعبها وتقدمها وترسيخ الأمن والاستقرار فيها. وشدد السفير البحريني على أهمية أخذ الدروس واستخلاص العبر المفيدة من أحداث العام الماضي وهي مرحلة يرى أن ملفاتها قد أغلقت تطلعاً إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل، مؤكداً الحرص على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي الواحد المتماسك لشعب البحرين العزيز. وأكد ضرورة التنبه إلى ما جاء في كلمة جلالة الملك - أيده الله - من أن مسؤولية المرحلة التالية تقع على الجميع مسؤولين ومواطنين وجمعيات سياسية وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني في البحرين. مواقف مشرفة للسعودية وأشار السفير البحريني إلى ان ما تحقق لنا بفضل الله ثم بحكمة القيادة الرشيدة هو مصدر فخر واعتزاز للبحرينيين جميعاً. وقد كان لأشقائنا في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - دور مهم في الوصول إلى ما نحن فيه من أمن واستقرار وطمأنينة. وأشاد الشيخ حمود آل خليفة بالعلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين في مختلف المجالات منوهاً بتطلعهما مع سائر شعوب دول مجلس التعاون الخليجي إلى مزيد من الترابط وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو «الاتحاد» الذي هو غاية مثلى تُعزّز الكيان السياسي وتجمع الشمل وترص الصفوف. أجندة خارجية وأشار السفير إلى أن هناك بعض الأشخاص والأطراف الذين لهم ارتباطات خارجية وينفذون أجندة جهات أجنبية وهم يغردون خارج السرب الوطني لخدمة أهداف لا تمت بصلة للبحرين ولا للبحرينيين. ويدعون حرصاً مزيفاً على البحرين وشعبها لضرب الاستقرار والأمن والمسيرة الديموقراطية. وقال: لقد تتابعت خطوات العمل الوطني منذ أواخر مارس الماضي وبعد انتهاء حالة السلامة الوطنية التي تلت الأحداث المؤسفة والمحاولة الانقلابية، اتجهنا إلى حوارالتوافق الوطني الذي فشلت بعض القوى السياسية التي تسمي نفسها «معارضة» في عرقلته، وقد توصلنا من خلاله إلى مرئيات مهمة تضمنت تعديلات دستورية أساسية، ثم تشكلت بأمر ملكي اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ( برئاسة البروفسور بسيوني) وعضوية خبراء في القانون الدولي، وهي تعتبر سابقة تاريخية على مستوى العالم، وقدمت تقريرها وتوصياتها التي اقرها جلالته كما جاءت من اللجنة، ثم أمر بتشكيل لجنة وطنية عليا لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى، وها هي قد أنهت أعمالها بعد أربعة أشهر وقدمت تقريرها باستكمال تنفيذ معظم توصيات لجنة تقصي الحقائق بمتابعة حثيثة مع الجهات المعنية لتشمل قطاعات الأمن والداخلية والتعليم والعمل والقضاء وغيرها، وكذلك مراجعة بعض القوانين والتشريعات، لندخل في مرحلة جديدة نتوسم فيها أن تتواصل الجهود الوطنية الخيرة من أجل مستقبل أفضل للبحرين وشعبها الوفي. وحول الحوار الوطني في البحرين قال سعادة السفير: إن الحوار لا ينقطع ولا يتوقف لأنه ضرورة مجتمعية، لكنه يقوم على أسس وأهداف محددة وهو لا يجوز أن يكون مشروطاً أوأن يقتصر على جهة واحدة أوأن يقصي جهة أخرى. ولا يجوز لأحد أن يملي آراءه ومواقفه على بقية مكونات المجتمع فنحن جميعاً شركاء في وطن واحد لا يقبل القسمة ولا التجزئة. وقد دعت القيادة السياسية في البحرين إلى الحوار دائماً من هذا المنظور الذي يتنكر له بعض أطراف العمل السياسي لأنه لا يخدم مآربهم في إقصاء الآخرين وتهميشهم.