كانت التجربة الالمانية لبناء مستقبل عريق في كرة القدم في بلادها , تجربة جديرة بالتأمل والدراسة وشاهد الجميع المنتخب الوطني الألماني بمعدّل أعمار تحت الخامسة والعشرين يقدمون كرة حيويّة وهجومية وبأسلوب و تقنية رائعة جعلت العالم يستمتعون بها في بطولة كأس العالم الماضية 2010 في جنوب افريقيا، واوضح تقرير البوندسليغا أن الخطوة الرائعة في الطريق نحو التغيير لرفع مستوى كفاءات ومهارات اللاعب الألماني بدأت منذ عام 2001 والمتمثل في بناء البنية التحتية لكرة القدم في بلادها على مدى العشر الاعوام الماضية من خلال اتخاذ القرار الإلزامي على جميع الاندية الألمانية بدرجتها الأولى والثانية بإنشاء اكاديميات كروية لتكوين قاعدة منتجة من المواهب الكروية والعمل على اعداد برامج تطوير وتحضير المواهب شرطٍ من شروط مشاركتهم في الدوري الألماني, وقد سَخَر الاتحاد الألماني الإمكانات التربويّة والطبية والرياضية في جميع الأكاديميات لتضمن تعليماً متكاملاً لكل لاعب شاب وتكوين مستقبل زاهر له وبشكل يؤهله لخوض الاحتراف الخارجي بكل قوة، واستشهد الاتحاد الأوروبي يويفا (UEFA) لتجربة ألمانيا كأفضل تجربة في اوروبا، وتمكّنت الأكاديميات الألمانية من اللحاق والتفوق على أكاديميات عريقة تملك أفضل المعايير كالتي في فرنساوهولندا أمثال أكاديمية أياكس الهولندية, وأكاديمية كلير فونتين الفرنسية, ووضع الاتحاد الرياضي الألماني المواصفات العالية الواجب توافرها في هذه الأكاديميات من أجل الحفاظ على مستواها العالي في الأداء، وقدمت لضمان هذه الجودة من التعليم شهادات للأكاديميات و بالتالي مكنت الأندية من أن تتلقى المعلومات من مصدر محايد حول تصنيفهم و إمكانية تطورهم أولا بأول، ولم تكتف بذلك فقط بل عملت على التواصل مع المدارس بكافة فئاتها السنية من خلال شراكة الاتحاد الرياضي مع الجهات التعليمية لتكثيف حصص الرياضة واسنادها للمختصين بهدف الجمع بين الرياضة و التعليم المدرسي وبشكل مهني ومحترف ونحن في رياضاتنا السعودية نحتاج لدراسة تجارب هذه الدول في هذا المجال بشكل جدي وعلمي إضافة لأهمية عدم إغفال انشاء اكاديمية عالية لتطوير كفاءات المدربين الوطنيين من خلال التعاقد مع اساتذة أكاديميين كرويين من هولنداوفرنسا والبرتغال وانجلترا والمانيا للاستفادة منهم في تطوير مستوى أداء المدربين الوطنيين، ويمكن ايضا من خلال هذه الاكاديمية العالية لتطوير المدربين الوطنيين الاستفادة من المبدعين المعتزلين وتوجيههم للالتحاق بها بهدف تخريج اساتذة تدريب وطنيين يستفاد من خبراتهم وتجاربهم علميا وعملياً وذلك بإلحاقهم لتدريب اللاعبين الصغار والشباب في تلك الاكاديميات السِنية.