كثيرة هي أوجه الهدر المالي، فالهدرلا يعني أن تنفق المال السائل بغير موضعه أو تشتري ما لا يستحق بثمن مرتفع، أحد أهم مصادر الهدر المالي هي أن تستثمر ببناء إنسان تعليميا ما يقارب 18 سنة، وبتخصص محدد ومعين، ثم يتخرج "عاطلا" بلا عمل، فكم أنفق على هذا الطالب أوالطالبة من مال ؟ سواء مال حكومي أو من أسرته ؟ الآن خريجو "البترول" بجامعات المملكة، يقارب عددهم 25 إلى 30 طالبا في إحدى الجامعات لدينا فقط وهي جامعة واحدة قد تتكرر بجامعات أخرى ببلادنا، يشتكي هؤلاء الخريجون بأن ليس لهم مكان للعمل بشركات البترول لدينا. والسؤال، هل فعلا هناك اكتفاء من مهندسي البترول لدينا؟ فلا حاجة لهؤلاء؟ إذًا لماذا الاستمرار بتعليمهم ورفع البطالة وإهدار وقتهم وجهدهم لسنوات وسنوات؟ أم أن المشكلة مناهج تعليم وأن شركة البترول لدينا لا تثق بما تعلم ودرس هؤلاء ويحتاجون تأهيلا آخر؟ هذه مشكلة كبرى يعاني منها اقتصادنا الوطني، وهي الفجوة بين التعليم في بعض مخرجاته وبين حاجة سوق العمل، فلا تنسيق ولا اجتماع ولا ضبط لما يحتاج السوق وبين ما يتم تعليميا. مشكلة الطلاب والطالبات تتفاقم وتكبر، حين لا تصبح مخرجات التعليم توائم وتحقق التكامل مع سوق العمل، وهنا أضع اللوم الأول على التعليم، الذي يجب أن لا يصر على مخرجات تعليم لا طلب عليها، بل يجب أن تكون مرنة وتحقق الحاجة الفعلية للسوق، وأيضا الشركات يجب أن لا تتشدد بمخرجات جاهزة بل سيحتاج تدريب وتعليم لن يكون طويلا، يجب أن تتعاون الشركات والقطاع الخاص نحو تفعيل دورالشباب الذي هم ضحية مخرجات تعليم كانت تأمل وتتوقع الكثير ولكن لم يحدث ذلك، يجب تدارك أزمة هؤلاء الشباب الذين هم طاقات علمية متخصصة مهدرة وغيرهم كثير، نحن نخسر الكثير بتعطيل قدراتهم.