افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة الشارقة، مهرجان أيام الشارقة المسرحية في نسختها الثانية والعشرين في الثامن عشر من مارس الجاري في قصر الثقافة بالشارقة. ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى الثامن والعشرين من مارس فعاليات متنوعة بمشاركة اثنتي عشرة فرقة إماراتية، منها تسع فرق تتنافس على جوائز المهرجان وثلاث تشارك على هامشه، بالإضافة إلى ثلاثة عروض مسرحية من تونس وسوريا. وبدأت الفعاليات بعرض مسرحية "مرض زهايمر" التونسية الفائزة في الدورة الأولى لمسابقة الهيئة العربية للمسرح ب جائزة الشيخ سلطان القاسمي لأفضل عرض عربي. واستحضرت المسرحية التي عرضت أول أيام المهرجان بحضور حاكم الشارقة، وأخرجتها المخرجة التونسية مريم بوسالمي، الواقع العربي قبل المتغيرات الأخيرة، وجاءت في إطار الربيع العربي، مصورة تراجيديا القهر والظلم والاستبداد التي عاشتها الشعوب، خصوصاً في المجتمع التونسي الذي يعاني البطالة والتهميش، وهي مسرحية لا تروي حكاية، إنما تعيشها، متناولة تلك الحالة من التأرجح بين الذكريات والنسيان، على اعتبار أن الإنسان من دون ذاكرة غريب وعاجز عن التعرف إلى وجهه في المرآة، ومن دون الذاكرة تصبح الإنسانية من دون أمل، كما تغيب الهوية. وأرادت المسرحية كشف الحالة الواقعية حول وضعية شاعر ومثقف مهمش، أمام بطش السلطة العقيمة المجسدة في شخصية الأب، الذي تمكن من الوصول إلى مكانة مرموقة على مستوى مهنة المحاماة التي كان يمارسها ويعرف خباياها ويتقنها، إذ لم ينفك الأب عن ترديد فصول وبنود القانون ويستحضرها بشكل دائم على زمسامع ابنه الذي اعتبره شاعراً "فاشلاً"، يبيع الكلام الذي لا يطعم خبزاً ولا يدر ربحاً، خصوصاً أن ابنه فضّل كتابة الشعر على مزاولة مهنة المحاماة التي ورثها والده عن جده. وشهد اليوم الأول للمهرجان تكريم الفنان السوري دريد لحام بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي، وتكريم الفنان الإماراتي إبراهيم سالم. وذكر أحمد بو رحيمة، مدير المهرجان، أنه تم توجيه الدعوة لأكثر من مائة ضيف من العالم العربي، بينهم مسرحيون ونجوم سينما ومديرو مهرجانات وأساتذة جامعات وإعلاميون، إضافة إلى عشرة طلبة تفوقوا في دراستهم الجامعية في تخصص المسرح العربي. هذا وعرض في اليوم الثاني للمهرجان مسرحيتان، هما مسرحية "النطاح" ومسرحية "عنمبر" تأليف وإخراج واداء مبدعين إماراتيين. ومسرحية النطاح لفرقة مسرح دبا الحصن يقول عنها عبدالله بن زيد رئيس مجلس إدارة جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح ان الفرقة شاركت في أيام الشارقة المسرحية بهذه المسرحية وهي من إخراجه وتأليفه، وشارك في التمثيل علي القحطاني ومحمد يعروف، والطفلان أحمد الجرن، وعبد الله نبيل، والمسرحية تتناول موضوعات اجتماعية مطروحة خصوصاً الاعتماد على الدخل الثابت، وعقوق الوالدين، وتعتمد القالب الكوميدي وتعالج الحاضر برؤية مستقبلية مؤسسة على ثوابت الماضي المستمدة من قيم المجتمع الإماراتي.