ذكر حاكم العاصمة اليابانية طوكيو السيد شينتارو ايشيهارا أن بلدية طوكيو، وبعد تلقيها من واشنطن «ردا إيجابيا « في أبريل، ستشترك في المحادثات اليابانيةالأمريكية المتعلقة بالاستخدام المشترك المدني - العسكري لقاعدة يوكوتا الجوية الأمريكية الواقعة غربي طوكيو. وقال ايشيهارا في اجتماع مجلس نواب العاصمة انه باستطاعة اليابانوالولاياتالمتحدة البدء بمفاوضات فورية للاتفاق على التدابير الإجرائية». وأضاف «أن الاتفاق والتعاون من السكان والسلطات المحلية هام لتحقيق الاستخدام المشترك للقاعدة، وسنعمل سويا لتسريع الإجراءات.». وتمتد هذه القاعدة عبر مناطق ست بلديات من ضواحي طوكيو ولها مدرجات بطول 3 كم ومساكن تخص 5 آلاف من العاملين الأمريكيين فيها وحوالي 5 آلاف موظف مدني وعائلاتهم. وكان ايشيهارا وما زال يطالب حكومتي اليابان وأمريكا بالسماح للطائرات المدنية اليابانية باستخدام القاعدة كإجراء مؤقت ريثما تعيد القوات الأمريكية القاعدة إلى اليابان. وقالت مصادر دبلوماسية في وقت سابق ان الولاياتالمتحدة تنوي الموافقة على الاقتراح الياباني للاستخدام العسكري المدني المشترك للقاعدة شرط إعطاء الأولوية للاستخدام العسكري في حالة الطوارئ. وتأمل اليابان بتسيير 15 رحلة طيران إلى يوكوتا يوميا، و تدرس الدولتان خطة لتمكين قوات الدفاع الذاتي اليابانية من استخدام القاعدة. من جهة أخرى نشرت وكاله كيودو اليابانيه للأنباء تقريرا إخباريا مطولا عن رغبه الولاياتالمتحدة في تحويل تحالفها الأمني والعسكري مع اليابان (من تحالف ينحصر في القضايا الثنائية) إلى تحالف يتعامل مع الشؤون الدولية بما يتماشي مع المساعي الأمريكية الجارية لإعادة انتشارها العسكري في العالم، وذلك وفقاً لمسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية. وقدم الجانب الأمريكي الاقتراح الذي يُناقَش في محادثاتهما الثنائية الجارية المتعلقة بإعادة انتشار القوات الأمريكية في اليابان وكيفية المشاركة في أدوار الدفاع. وبما أنه ليس لدى الدولتين النية في تعديل اتفاقيتهما الأمنية خلال محادثاتهما الجارية لتدعيم تحالفهما فقد يثير «تحويل التحالف» المقترح قلقاً في اليابان لأنه يعني الخروج عن نطاق الاتفاقية الأمنية الثنائية ودستور اليابان السلمي. وبموجب هذه الاتفاقية ستقوم اليابان بالتعاون مع القوات الأمريكية حصراً للدفاع عن نفسها وتقديم قواعدعسكريه لحماية اليابان ولحمايه أمن الشرق الأقصى. وأفاد نائب وكيل وزير الدفاع الأمريكي لشؤون آسيا والباسيفيك ريتشارد لوليس في جلسة الكونجرس الاسبوع الماضي «إن العلاقة بيننا في طريقها للتحول .. من تجمّع إقليمي تقليدي إلى تجمع يعكس المصالح العالمية التي نتشاطرها مع اليابان». وبالإشارة إلى المحادثات الجارية مع اليابان قال لوليس «نأمل عموماً عندما ننهي عملية التحويل أن نكون مجددين ونطور حقاً العلاقات الأمنية مع اليابان بحيث يتمكن البلدان من الإحاطة بشكل واضح بمستقبل مصالحهما الوطنية في القرن الحادي والعشرين». وأضاف وقال «نعتقد بدورنا أن هذا سيضمن وجوداً أكثر استقراراً وديمومة في المستقبل المنظور». وجاءت تصريحاته في اليوم التالي لاجتماعات مسؤولين يابانيين بارزين مع مسؤولي الخارجية والدفاع الأمريكيين استمرت يومين في واشنطن لبحث مسألة إعادة الانتشار والمشاركة في أدوار الدفاع. وكانت اليابان تتابع محادثاتها بحذر لتجنب سوء الفهم في اليابان فيما يخص المسائل التي تتعلق بالدفاع الذاتي وهي بالغة الحساسية إلى درجة جعل المسؤولين اليابانيين يتحاشون استخدام تعابير مثل «التحويل» في وصف العملية. في حين يعتبر الجانب الأمريكي العملية بما فيها إعادة انتشار القواعد الأمريكية وتخفيف العبء عن أوكيناوا ومناطق أخرى تستضيف قواعد أمريكية كجزء من التعديل الجاري لتغيير الوضع العسكري العالمي. ويعتزم الرئيس الأمريكي بوش سحب 70 ألف جندي من ما وراء البحار وخاصة من أوروبا ضمن مراجعة التحالفات وهيكلية القواعد المحلية وتشكيل القوات المسلحة وتقديم التكنولوجيا العسكرية من أجل انتشار سريع وإمكانيات قتالية أفضل». ومن الواضح أن التحالف العالمي المقترح مع اليابان يعكس الوجود الياباني المتزايد ما وراء البحار بما فيه إرسال قوات الدفاع الذاتي الياباني إلى العراق للمساعدة في إعادة الإعمار والتزويد بالوقود في عمليات محاربة الإرهاب في أفغانستان وتقديم المساعدة لضحايا تسونامي في منطقة المحيط الهندي في ديسمبر. وفي شهادته في الجلسة ذاتها قال مساعد وزير الدولة لشؤون شرق آسيا والباسيفيك كريستوفر هيل «أتت هذه الإدارة حاملةً رؤية لتطوير العلاقات مع اليابان لتصبح أفضل ولتحقيق مزيد من الشراكة العالمية». وتابع هيل «مع مرور كل عام نجد مزيداً من الأساليب من أجل إضفاء تأثير إيجابي على العالم من خلال العمل بالتوافق مع اليابان.» وأضاف «سواء أكانت مساعدة ضحايا الكوارث مثل ضحايا تسونامي في المحيط الهندي أو إعادة بناء أفغانستان والعراق أو محاربة الإرهاب أو الحد من التسلح النووي فإن لدينا مصالح متبادلة تدفع بنا نحو أهداف مشتركة». وقد شدد رئيس الوزراء الياباني جونيتشير كويزومي أكثر من مرة على ضرورة تعزيز التحالف ودعم الشراكة العالمية مع الولاياتالمتحدة. ولكن ترغب حكومته بالتأكيد في تجنب عودة نزاع داخلي ناجم عن خطة الولاياتالمتحدة في نقل مراكز قيادة الفيلق الأول في فورت لويس في واشنطن إلى معسكر زاما في محافظة كاناجاوا اليابانية. وتشمل مهام الفيلق منطقة آسيا والمحيط الهادي بأكملها بموجب اتفاقية الأمن المتعلقة بالشرق الأقصى. وقد عجل مسؤولو الشؤون الخارجية والدفاع من البلدين محادثاتهما الجارية بموجب اتفاق ومجموعة «الأهداف الإستراتيجية المشتركة» التي وضعت في 19 فبراير في الاجتماع الأمني «اثنان زائد اثنان» على مستوى الوزراء في واشنطن. وتعتزم الدولتان إنهاء العملية في اجتماع على مستوى عالٍ ما بين يوليو وسبتمبر لإقرار الصيغة النهائية. لكن تواجهان مسائل سياسية صعبة في ظل الأهداف المتفق عليها للحفاظ على قوات ردع عسكري أمريكية في اليابان وبنفس الوقت تخفيف العبء عن المناطق التي تستضيف قواعد أمريكية، و نقل القاعدة الجوية فوتينما الخاصة بالبحرية الأمريكية في أوكيناوا إلى مكان آخر لم يتفقا عليه بعد.