حدثٌ فنيّ من الطراز الأول كان بانتظار السعوديين وزوّار المملكة في "المعرض السعوديّ للفنّ والأزياء" الذي نظّمته مجلة "ايت" للمرّة الأولى، ليكون واجهة حقيقية لإبداع الفنّانين المحترفين والهواة في الوقت نفسه، والميزة التي حملها هذا الحدث هو حجم المشاركة من الناحية الأولى حيث احتضن المعرض ابتكارات أكثر من 50 فنّانا في مختلف المجالات كالفنون البصرية واليدوية والأزياء النسائية، بالإضافة إلى الإمكانية التي أتاحها للتعرّف على الأبعاد المختلفة لكلّ فنّ من الفنون مثل الرسم التشكيليّ الذي توضّح بأشكاله التجريدية والتخطيطية وصولاً إلى الرسم الزخرفي، وهذه القيمة التي حملها المعرض جعلت الإقبال عليه كثيفاً من قبل زوّار محبّي الفنّ ومقتنيه الذين أبدوا إعجابهم بمختلف الفنون التي خصّصت المساحات لعرضها. وأوضحت سهام الزيتونية منسّقة المعرض، أنّ هناك العديد من المشاركات التي تركت بصمة مميّزة في "المعرض السعودي للفنّ والأزياء" مثل مشاركة الفنّان طلال الزيد الذي حاز على جائزة أفضل فنّان تشكيلي لرسوماته التي تعكس تطوّراً ونضوجاً للفنّ التشكيلي في منطقة الخليج العربي، كما لفتت زيتونية إلى مشاركة الفنّانة كورين مارتن، التي وُلدت في فرنسا ونشأت في لبنان ثم درست في الولاياتالمتحدة لتصل إلى مرحلة الاحتراف في مجال الرسم والنحت، وقد بيعت لوحتها الخاصة بالفنّانة فيروز بمبلغ 10 آلاف دولار أميركي. وكان هناك الكثير من المشاركات المميّزة في المعرض وقد جمعت بين التصوير والتصميم الغرافيكيّ، تماماً كما في الركن الخاص بالأميرات الذي جمع الأميرة نورة بنت عبد العزيز، الأميرة سارة بنت نايف، الأميرة جوهرة حسام بدر والأميرة مشاعل فيصل، وشاركت أيضاً الاميرة جوهرة بنت فيصل بتصاميم ديكور استثنائية جذبت أنظار الحضور، وشكّل جناح الأميرة جوهرة محطّة رئيسية في المعرض لكلّ الزوّار ليعبّروا عن إعجابهم بأعمالها، أمّا الفنّانة عايدة الدوسري، التي تُعتبر السعودية الأولى التي تمتهن مجال رسم اللوحات بالذهب والفضّة والأحجار الكريمة والكريستال على المستويين الخليجي والعربي، فقد كان لها مشاركة مهمّة جداً من خلال لوحات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وغيره من الشخصيات البارزة وهي مرصّعة بأحجار الشواروفسكي. وإذا كان هناك الكثير من الفنّانين المحترفين الذين شاركوا في المعرض الأول الذي تنظّمه مجلة "ايت"، فقد كان لافتاً أيضاً مشاركة المواهب الشابةالجديدة مثل الفنّانتين آلاء العقيل وأسماء الأحمد اللتين شاركتا بلوحات ذات طابع غير مألوف، كما جذبت مجموعة The Young Artists الانتباه بما أنّها تجمع أربع فتيات هنّ الأصغر عمراً بين المشاركين وتتضمّن المجموعة لولوة، ريما، موضي والعنود. وقد حقّقت مشاركة طالبات معهد الفنون والتراث نجاحاً كبيراً، خصوصاً أنّهن استطعن عرض أفكارهن في جناح خاص بهن. أمّا التراث السعودي فكان له مساحة خاصة في "المعرض السعودي للفنّ والأزياء" حيث أوضحت سهام زيتونية أنّ مشاركة "فنون التراث"، التي تُعبّر عن رؤية نساء رائدات في المملكة لديهن الإصرار والعزيمة لإعادة الحياة للصناعات اليدوية الدقيقة، أعطت طابعاً مميّزاً للحدث، فمن خلال الأزياء الفريدة تحوّل الجناح الخاص ب"فنون التراث" إلى متحف مصغّر خصّص لعرض العديد من القطع القديمة والقيّمة جداً التي يعود عمرها لأكثر من 30 عاماً، كما شاركت المجموعة في عرض الأزياء الخاص بالمعرض. يذكر أن المعرض الأول لمجلة "ايت" استطاع أن يشكّل نموذجاً ناجحاً للمعارض الفنيّة الراقية التي تُعبّر عن حقيقة التطوّر الذي شهده الفنّ في الخليج العربيّ وتحديداً في المملكة العربية السعودية.