الغدة الكظرية غدة صماء ترتكز على قمة الكلية، وهما غدتان يسرى ويمنى وهما كغيرهما من الغدد الصم تفرزان مواد تسمى الهورمونات تسير مباشرة في مجرى الدم وتذهب إلى اجزاء الجسم المختلفة، حيث تقوم بأعمال بالغة الاهمية في كثير من انشطة الجسم. وغدة الكظر ليست الا غدة في داخل غدة، فالطبقة الخارجية أو ما يعرف بقشرة الكظر غدة واللب الداخلي أو ما يعرف بالنخاع غدة، ولكل من هاتين الغدتين وظائف مختلفة تماماً عن الاخرى، فالقشرة تنظم العمليات الكيميائية التي تجري باستمرار سواء اكان الإنسان يقظا أم نائماً، أما النخاع فيعتقد انه يعبئ موارد الجسم في حال اليقظة عند الخطر أو الاجهاد. تؤدي قشرة الكظر دوراً حيوياً في كيمياء الجسم فهرموناتها والمعروفة بهورمونات القشرة تنظم محتوى الجسم من الماء والملح وتحكم ايض البروتينات والكربوهيدرات والشحوم وتعمل على ضبط ايض السكر بالأنسولين، فاذا ما توقفت قشرتا الكظرين عن العمل أو استؤصلتا، لم يستطع الشخص ان يعيش طويلاً إلا إذا تناول أدوية خاصة. والقشرة كغيرها من الغدد الصم تخضع لسيطرة الغدة النخامية التي تباشر تحكمها بالهورمون المنبه لقشرة الكظر المعروف بالاحرف الاولى ه.م.ق.ك والذي يحرض القشرة لكي تفرز هورموناتها. ويعتبر الكورتيزون واحد من أشهر هورمونات القشرة ويلي هذا الهررمون في الأهمية هورموني الهيدروكورتيزون والالدو ستيردن، والكورتيزون يستخلص من قشر الكظر في الحيوانات أو يشيد كيميائياً وهو يستخدم على نطاق واسع لايقاف آلام الروماتيزم والنقرس والربو والتهابات الجلد مثل الصدفية والاكزيما وغيرها، كما يوصف أيضاً في التهابات العين وفي بعض حالات التسمم بنبات السماق. وأمراض قشرة الكظر خطيرة ونادرة وهي تؤدي اما إلى زيادة، واما إلى نقص في إنتاج الهورمونات ومن اشهر هذه الأمراض مرض اديسون حيث ينشأ من نقص إنتاج هذه الهورمونات ولزمة كوشنج وتنشأ من فرط إنتاج هذه الهورمونات. أما نخاع الكظر فهو يفرز هورمون الادرينالين أو ابنفردين ويفرز هذا الهورمون في حالات الطوارئ وعندما يحتاج المرء إلى قوة اضافية أو عندما يجابه خطراً بالغاً ويؤدي هذا الهورمون إلى اسراع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ويعوق التعب العضلي مما يزيد في مقدرة الشخص على بذل الجهد، ويزيد الادرنيالين كذلك في قابلية الدم للتجلط مما ينفع عند حدوث النزف، ويوسع بؤبؤ العينين فيزيد حدة الابصار في الليل، كما يزيد كمية السكر في الدم، ويختلف النخاع عن القشرة فهو ليس غدة أساسية فقد يستأصل نخاعا الكظرين دون تأثير في مناشط الجسم السوية، ومن الواضح أن وظيفة الادرينالين تؤدي بمواد تنتج في اجزاء اخرى من الجسم، وتستعمل مستحضرات الادرينالين في علاج الحساسية الشديدة والربو.