قبل 44 عاماً خلت الساحة الكروية السعودية ل "شيخ الأندية" و "قلعه الكؤوس" في نهائي كأس الملك لعام 1389ه الذي تزامن مع افتتاح الملك فيصل (رحمه الله) لاستاد الملز (الأمير فيصل بن فهد حاليا) في أول مباراه تقام عليه . وكان التنافس بينهما على أشده ويومها كسب الأهلي بصعوبة بهدف أحرزه هدافه الكبير سليمان مطر (الكبش) وكان الشباب الأفضل في تلك المباراة لكن الحظ عانده بإهداره فرصا محققة ليحرمه من كأس الملك في أول نهائي يبلغه" شيخ الأندية" بعد 22 عاماً على تأسيسه . اليوم يظهر الفريقان العملاقان بجيل جديد من النجوم استطاع التفوق على نفسه وتميز بثبات مستواه وعشقه للإنتصارات في الدوري .لكن المؤكد أن التطور الكبير في نتائج وآداء الشباب المتصدر ووصيفه الأهلي بجانب السباق التنافسي القوي بينهما الذي لا يفصله سوى نقطة واحدة لمصلحة "شيخ الأندية" بحثا عن لقب الدوري الذي احتفظ به الهلال في الموسمين الماضيين وفاجأ جماهيره هذا العام بتنازله المبكر عنه.. يعكس حقيقة التخطيط السليم والفكر الإداري المتطور الذي يدار به الشباب والأهلي وبالذات في مسألة الاستقرار الفني التدريبي والاختيار الناجح طبقا لحاجة الفريق من اللاعبين المحليين والأجانب فالشباب الذي لم يهزم طوال 21 جولة يقود هجومه هدافه ناصر الشمراني الذي يؤكد في كل موسم أنه انجح صفقة محلية بتصدره منذ أنتقاله للشباب قائمة هدافي الدوري ثلاث مرات وينافس حاليا على اللقب الرابع ليكون بذلك أقرب المهاجمين الطامحين في بلوغ الرقم القياسي للاعب (الفذ) ماجد عبدالله (هداف الدوري ست مرات) والصفقة الرابحة الأخرى التي عقدها رئيس الشباب خالد البلطان خطف مهاجم الوحدة الموهوب مختار فلاته الذي نراه اليوم يقوم بمهام تكتيكية كبيرة وتحركاته للاعب كبير في مقدمة فريقه هذا بلا شك ينم عن فكر إداري و فني رفيع وعين شبابية فاحصة تجيد إغراء وجلب المواهب الشابة من الأندية الأخرى . في المقابل نجد الفكر الإداري الأهلاوي الراقي الذي يقوده الأمير خالد بن عبدالله أحسن الاختيار في تدعيم هجوم فريقه بأفضل هدافين أجانب في ملاعبنا اليوم متصدر قائمة الهدافين البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني الذين سجلا 33 هدفا في 21 مباراة ماضية . وعلى النقيض من ذلك نجد الفكر الإداري الهلالي الذي يتلقى كل عام 60 مليون ريال إضافة إلى خمسة ملايين مكافأة كل بطولة من الشريك الاستراتيجي (موبايلي) وينفق قرابة خمسة ملايين ريال مرتبات شهرية للاعبيه الأجانب وجهازه التدريبي..قاد الهلال الى التفريط بلقبه وأخرجه مبكرا من ساحة المنافسة نتيجة عدم الاستقرار الفني ..فمشوار الدوري الذي لم ينته بعد .. خاضة الهلال بأربعة مدربين .. دول ثم بوبان مع سامي وأخيرا هاسيك فضلا عن فشل التعاقدات مع المدربين واللاعبين الأجانب.. فمثلا لاعب مثل المغربي يوسف العربي يتسلم مرتبا شهريا يصل الى 1.2 مليون ريال لم يجن الفريق منه اي فائدة تذكر ولم يحرز غير 10 أهداف والمضحك أن المهاجم الهلالي السابق بدر الخراشي يتفوق عليه بإحرازه 11 هدفاً مع فريقه الفيصلي وفي المباراة الأخيرة أمام الرائد و هو أحد فرق المؤخرة فشل العربي في هز شباكه فماذا ننتظر منه اكثر من هذا ناهيك عن التصريحات الإعلامية التي قال فيها انه لم يحضر الى هنا ليدفن مستقبله الكروي مشيراً إلى أنه رفض العرض الهلالي عندما قدم له في المرة الأولى ، لكن عندما عاد الهلاليون وقدموا عرضا جديدا (أعلى) لضمه اضطر للموافقة فماذا نتوقع منه في الملعب غير إكمال المدة المتبقية في عقده وهمه سلامة قدمه أولاً وقبل كل شئ!! المؤلم أن الهلال الذي كان يحسم أمر البطولة لصالحه قبل نهايتها بجولتين على الأقل نراه اليوم يغادر ساحة المنافسة بصورة مبكرة ويخسر كل فرص العودة بتفريطه بنقاط فرق سهلة كالتعاون والرائد.. والأكثر إيلاماً ألا ننتظر منه بطولة آسيوية هذا الموسم ولا ينتظر جمهوره منه حتى كأس الملك للأبطال وهو اللقب الذي استعصى على إدارته الحالية ما دام هناك من يهدر أموال النادي على صفقات أجنبية خاسرة لا ترتقي لمستوى اللاعب رادوي ونيفيز ولا حتى المدربين كوزمين و جيريتس!!