جاءت جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات كبيرة في أهدافها ومراميها منذ لحظة انطلاقتها المباركة ، ولا زالت تكبر مع الأيام وأصبحت موضوع حفاوة وإجلال أهل هذه البلاد ، عامتهم وخاصتهم والتي سيكون لها الأثر الطيب – بإذن الله تعالى – على أبنائنا وبناتنا ، في عاجل أمرهم وآجله. ومنذ يومها الأول اتخذت الجائزة وضعا خاصا لدى الطامحين لنيلها ، فما أن يعلن عن موعد إقامتها في الوقت المحدد من كل عام ، حتى تبادر الجهات المرشحة إلى الرفع بأسماء مرشحيها ومرشحاتها في فروع الجائزة الخمسة ، في حرص كبير ، ورغبة شديدة. ولاشك أن خدمة القرآن الكريم والتشجيع على حفظة كان ولا زال موضوع اهتمام ولاة أمرنا – أيدهم الله – وإن المتتبع لمسيرة مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم ، ليدرك أنها أسهمت بشكل مباشر في إذكاء روح التنافس الشريف بين جمعيات التحفيظ ، وطلاب الحلقات – ذكورا وإناثا – في تخريج نماذج من الحفظة المتقنين للحفظ ، والمجيدين للأداء والتلاوة ، طبقاً للشروط ، والضوابط والمواصفات الواجب توفرها في المتقدم للمسابقة ، وأنها تزداد عاماً بعد آخر ، تألقاً وتميزاً ونوعية ، مما دفع بالآباء والأمهات لتشجيع أبنائهم وبناتهم للالتحاق بحلق تحفيظ القرآن الكريم ، والحرص على المشاركة فيها علهم يحوزون على شرف الفوز بها. إن مسيرة مسابقة جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم مظهر من أهم مظاهر احتضان هذا البلد المبارك لكتاب الله الكريم وخدمته ، ورفع شأنه ، في إطار الرعاية الشاملة من بلادنا لكتاب ربها العظيم. وأن من فضل الله – تعالى – على المملكة العربية السعودية أن تحقق لها السبق في الاهتمام بالقرآن الكريم من جميع الوجوه ولله الحمد ، ومن هذه الأوجه تخصيص الجوائز التشجيعية المتميزة ، والتي تحرص الدولة على رعايتها واستمراريتها ، فإلى جانب جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز – التي هي موضوع حديثنا – هناك جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ، وجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله رحمة واسعة – الدولية لحفظ القرآن للعسكريين، وجائزة الحرس الوطني لحفظ كتاب الله الكريم . وليس بالغريب الاهتمام الكبير من الدولة ومن ولاة الأمر لأعظم كتاب على وجه الأرض اليوم ، والذي هو المعجزة الكبرى ، والهداية الكاملة للناس أجمعين ففيه تقويم للسلوك وتنظيم للحياة ، ومن اعتصم به فقد هُدي إلى صراط مستقيم ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ، وأهل القرآن الكريم هم خير الناس ، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة قول النبي صلى الله علية وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) ومن منطلق الخيرية التي أشار إليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف آنف الذكر ، حرص ولاة أمرنا على المبادرة في تأسيس هذه الجوائز الكبيرة ، والأمير سلمان – وفقه الله – يتطلع من خلال هذه الجائزة القيمة ، التي تحمل اسمه لإنشاء جيل قرآني تربى على مائدة القرآن الكريم خلقا وأدبا وعلما وعملا ، ليكون خير جيل يخدم دينه ووطنه ، فجزاه الله خير الجزاء ، وجعل هذا العمل النبيل في ميزان أعماله الصالحة ، وبهذه المناسبة أزف التهنئة الصادقة لمن سيحالفه الحظ بالفوز من الآن فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، وحرياً بهم أن يكونوا كما كان سيد البشر صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض. * مدير جامعة الباحة