أقر مسئول نفطي خليجي بأن جل المرافق النفطية بالدول الخليجية التي يعود تاريخ إنشائها إلى الستينيات والسبعينات الميلادية تعاني من الشيخوخة، بيد انه أكد بأن الشركات النفطية تعالج تجاعيد شيخوخة منشآتها البترولية بالصيانة الدورية والتي يتم من خلالها استبدال الآليات التي يقل أداؤها بأجهزة ذات كفاءة عالية وتقنية متقدمة تمكنها من تجديد العمر الافتراضي لهذه المرافق الحيوية في تزويد العالم بما يحتاجه من مصادر الطاقة. وأشار المسئول الخليجي الذي حبذ عدم ذكر اسمه بأن المصافي النفطية في الدول الخليجية تعتبر الأحدث من نوعها بالعالم مقارنة بالمصافي في أمريكا وبعض الدول الأوروبية التي يعود تاريخ تشييدها إلى الثلاثينات الميلادية وتظهر عليها علامات الهرم ما يقلل من أدائها ويهدد بشح في إمدادات المواد البترولية المكررة، غير أن توظيف التقنية الحديثة في البحث والتطوير تدفعها إلى المحافظة على نظارتها والاستمرار في العطاء. وتشير التقديرات أن هناك حوالي 20 مصفاة في الدول الخليجية يزيد إنتاجها عن 7 ملايين برميل يوميا من المواد البترولية المكررة إلا أنها لا تسد حاجة السوق المحلي الذي يتنامى بوتيرة كبيرة سيما في ظل ازدياد عدد السكان والتوسع الصناعي ما دفع معظم الدول الخليجية إلى العمل على تشييد مصافي جديدة بمواصفات عالمية لمواجهة الطلب المحلي وتعويض المصافي القديمة التي طفق أدائها يتراجع. وتخطط الدول الخليجية إلى بناء مصافي جديدة تتوافق والمعايير البيئية من خلال تهيئتها لتتواكب مع إجراءات خفض نسبة تركيز الكبريت في الزيت الثقيل وإضافة وحدات تكرير تكون قادرة على استرجاع الكبريت وتعظيم الفائدة من الزيت الثقيل الذي ينتج بكميات كبيرة من الحقول الخليجية، غير أنه لا يجد إقبالا من المشترين نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الكبريت وعدم ملاءمته لمعظم المصافي وخاصة في الدول الآسيوية. وتظهر التقارير الحديثة إلى أن المملكة تتقدم الدول الخليجية في تشييد المصافي الحديثة بهدف رفع طاقتها الإنتاجية من المواد البترولية المكررة، حيث تخطط شركة أرامكو السعودية لإنفاق حوالي 750 مليار ريال حتى عام 2020م، وذلك لمضاعفة قدراتها التكريرية وتلبية الطلب المحلي من المواد البترولية المكررة، من خلال تشييد عدد من المصافي البترولية لزيادة الطاقة الإنتاجية للمواد البترولية المشتقة لمواجهة الطلب المحلي المتزايد، حيث يتوقع أن يصعد الاستهلاك المحلي إلى 8 ملايين برميل يوميا مرتفعا من حوالي 3 ملايين برميل في الوقت الحالي. وتبرز مصفاة جازان أحد أحدث المصافي التي سوف يتم تشييدها في جنوب المملكة بطاقة إنتاجية قدرها 400 ألف برميل يوميا،وتكلفة تصل إلى 7 مليارات دولار، حيث تتهيأ شركة أرامكو لدعوة الشركات للتأهل لمناقصات عقود المشروع خلال شهر ابريل القادم. وفي شأن ذي صلة راوحت أسعار النفط حول 126 دولاراً لخام برنت القياسي و108 دولارات لخام ناميكس وسط توترا في سوق النفط هذا العام في ظل تهديدات لتعطل الإمدادات بسبب المواجهة بين الغرب وإيران وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لنمو الاقتصاد العالمي رغم بوادر الانتعاش في معظم الدول الصناعية العظمى. وبقيت أسعار الذهب في مستوياتها السعرية منذ أسبوعين عند 1721 دولاراً للأوقية.