لم تقف مسيرة التعليم داخل حدود هذا الوطن، بل تجاوزت كل الحدود بدعم قيادي وبتوجيهات كريمة.. وما تحقق من نجاح كبير في مسيرة التعليم خلال السنوات الماضية، ما هو إلى استثمار لمسيرة النماء والبناء داخل هذا الوطن، ونابعة بعد فضل الله تعالى، ثم بجهود رجال مخلصون وقفوا خلف هذه النجاحات، وكانوا يد العون لكل طالب وطالبة استكملوا دراستهم خارج الوطن. وتولي الملحقيات الثقافية السعودية في البلدان المضيفة اهتماماً بالغاً برعاياها اجتماعياً وتعليمياً وكل ما يمكن تقديمه.. "الرياض" وقفت على دور الملحقيات الثقافية بالخارج من خلال نموذج الملحقية الثقافية السعودية في مملكة الأردن؛ لمعرفة أدوارها ومهامها، لا سيما أنها تحتضن أكثر من 5000 طالب وطالبة. د.الزهراني: نشرف على 5000 طالب وطالبة يدرسون في تخصصات عدة متابعة وإشراف في البداية، أوضح "د. علي بن عبدالله الزهراني" - الملحق الثقافي السعودي بالأردن - أن الملحقية أنشئت في الأردن عام 1966م؛ بهدف توثيق العمل الثقافي الطلابي والتعليمي بين "المملكة العربية السعودية" و"المملكة الأردنية الهاشمية"، ومن أجل المتابعة المستمرة والإشراف المباشر على جميع الطلاب والطالبات السعوديين الملتحقين بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية الأردنية بمراحل التعليم المختلفة. وقال تمثّل الملحقية حلقة الوصل بين وزارة "التعليم العالي" وغيرها من القطاعات المعنية في المملكة والمؤسسات الثقافية والأكاديمية والتعليمية في الأردن، إلى جانب الإشراف الأكاديمي والفني على جميع الطلبة الدارسين في الجامعات الأردنية، والإشراف على المعارض والندوات والمؤتمرات التي تعقد داخل الجامعات، إضافة إلى المشاركة في إقامة جميع المناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني، وحفل الخريجين، مبيناً أن الملحقية الثقافية تعمل دوراً هاماً في متابعة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل عملية التعاقد مع أساتذة الجامعات الذين يتم اختيارهم للعمل في الجامعات السعودية. وأضاف: "ترتبط المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بعلاقات طيبة ومميزة مع شقيقتها الأردن، حيث كانت على الدوام نموذجاً في العلاقات العربية، وقد شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ونمواً كبيراً في مختلف المجالات، خاصة في مجال التعليم العالي، موضحاً أن العديد من الطلبة السعوديين يدرسون في الجامعات الأردنية في مختلف التخصصات والدرجات العلمية، وذلك بمتابعة وإشراف مباشر من قبل الملحقية الثقافية بعمّان على جميع الطلبة السعوديين الدارسين في جامعات الأردن. تذليل المصاعب وأكد "د. الزهراني" أن الملحقية تتابع جميع شؤون الطلبة السعوديين، وتعمل على تذليل كل المصاعب التي تواجههم، وتسعى جاهدة لتوفير البيئة المناسبة لدراستهم وتعويضهم عن شُعورهم ببُعدهم عن وطنهم. وقال إن الملحقية الثقافية أقامت بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي نادياً للطلاب في مدينة عمّان، وآخر في مدينة إربد، كما سيتم افتتاح آخر في مدينة الكرك؛ بهدف تهيئة الاستقرار النفسي والاجتماعي للطلبة من خلال ممارسة الهوايات والأنشطة، حيث يحتوي كل ناد على ألعاب رياضية ومكتبة، إلى جانب إقامة مناسبات اجتماعية وحفلات أسبوعية، سواء كانت حفلات للطلابات فقط، وأخرى للطلاب، إضافة إلى إشراكهم في الفعاليات والندوات داخل الجامعات، وتشرف الملحقية على تنفيذ البرامج التدريبة داخل الأندية الطلابية في مختلف التخصصات يقدمها أساتذة متخصصون. دور فعّال وأضاف:"إن الملحقية تعمل دوراً فعالاً في مجال تقديم العون والمساعدة لجميع الطلاب المبتعثين في مختلف المناطق المنتشرة بها الجامعات الأردنية، وتشمل آليات المساعدة تسهيل التحاقهم بالجامعات، وفتح ملف خاص لكل منهم يحمل اسمه في الملحقية، ومتابعته أكاديمياً، فضلاً عن الوقوف إلى جانبهم حين تواجههم مشكلات دراسية واجتماعية من خلال الاستعانة بمشرفين مختصين يعملون في الملحقية". تذليل عقبات وأوضح "د. الزهراني" أن ما أولاه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من اهتمام كبير بالتعليم سواء الداخلي، أو الخارجي، إذ كان هو العون الحقيقي لتذليل تلك العقبات التي قد يواجهها الطلاب فجاءت مكرمته الملكية بإلحاق جميع الطلبة الدارسين في الخارج ببرنامج الإبتعاث. وأشار إلى أن الملحقية تحرص على تذليل جميع الصعوبات لكل الطلاب، حيث يقدم لكل مبتعث راتب شهري يكفيه لحياة كريمة في الدولة المستضيفة، وبدل علاج له ولأسرته، إضافة إلى صرف مكافآت للطلبة المتفوقين دراسياً، وصرف تذكرة سفر لكل طالب ذهاباً وغياباً في كل عام دراسي، ويُصرف كذلك بدل دروس خصوصية مرة واحدة في كل عام، وإلى جانب صرف بدلات متعددة لطلاب الدراسات العُليا، مثل بدلات المراجع، وزيارات المكاتب، والطباعة، والرحلات والأدوات العلمية، منوهاً أن الملحقية تحرص على توجيه الطلبة دائماً منذ لحظة قدومهم إلى الأردن على الإلتزام بدراسة التخصصات المدرجة ضمن برنامج الإبتعاث. تخصصات مختلفة وكشف "د. الزهراني" أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الأردنية يتجاوز 5000 طالب وطالبة، يدرسون في تخصصات علمية مختلفة مثل الطب بجميع فروعه، والهندسة، والحاسب الآلي، والتجارة الالكترونية، والتمويل والتسويق، والإدارة المالية والمصرفية، والمحاسبة والقانون، مشيراً إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت تخريج أكثر من 3000 طالبة وطالبة من عدة جامعات أردنية عادوا لوطنهم ليساهموا في مسيرة البناء والتطوير. ونوّه إلى أن تزايد أعداد الطلاب والطالبات الدارسين في الجامعات الأردنية جعلهم يحرصون على إنجاز كل معاملاتهم في الوقت المحدد والوقوف إلى جانبهم، حيث تعتبر الملحقية الثقافية بالأردن من أولى المحلقيات المرتبطة بالوزارة إلكترونيا، حيث يتم رفع جميع المعاملات عن طريق البوابة الإلكترونية ل "وزارة التعليم العالي"، سواءً كانت فنية أو مالية أو إدارية. وأوضح أن الملحقية وفّرت إسكاناً مستقلاً للطالبات السعوديات، إلى جانب تخصيص أيام محددة لهن في النوادي المستحدثة في الأردن، بوجود مشرفات جامعيات وموظفات من الملحقية، إضافة إلى أنهن يحظون بمرافقة محارمهم سواءً آبائهم أو أزواجهن. شكر وتقدير وفي جانب آخر، وقفت "الرياض" خلال تواجدها في الملحقية الثقافية على سير المعاملات، إذ تحدث "حمدان بن متعب المطيري" - طالب قسم الحقوق في جامعة فيلادلفيا - مبيناً أنه حضر ليستلم تذكرة العودة إلى المملكة، بعد مضي خمس سنوات من الدراسة في الخارج، مقدماً شكره وتقديره للقيادة الرشيدة وخادم الحرمين الشريفين نظير الدعم الذي كان خير عون لهم في دراستهم. وعبّر "عبدالعزيز بن منور الرشيدي" - طالب يحضر رسالة الدكتوراه - عن سعادته وشكره لخادم الحرمين الشريفين بعد أن منحه برنامج الابتعاث فرصة الحصول على شهادة الدكتوراه. وأوضح "بندر الشراري" و"حمود الشراري" و"أحمد الشراري" أنهم قدموا للمحلقية لإنهاء ما يتعلق بأمورهم تسجيلهم قبل بدء الدراسة في إحدى الجامعات الأردنية ضمن برنامج الابتعاث.