يحتاج الرجل وفي ظل ظروف الحياة الصعبة التي نعيشها هذه الأيام إلى المرأة التي تشاركه هموم الحياة ، وتكون له نعم السند وقت الشدائد والملمات ، فهو بذلك يحتاج إلى المرأة التي يتجلى فيها روح العطاء ، يحتاج إلى المرأة الذكية القادرة على القيام بأدوار متعددة في حياته فهي أحياناً أم ترعى طفولته ، وأحياناً أخرى أنثى توقظ فيه رجولته ، وأحياناً أخرى صديقة تشاركه همومه وطموحاته ، وهكذا فكلما تعددت وتغيرت أدوار المرأة في حياة الرجل فإنها بذلك تسعد الرجل فهو كالطفل المدلل الذي يسأم لعبته بسرعة ويبحث عن الجديد دوما، كما أنه يسأم الرتابة والملل فالمرأة الذكية هي المتجددة دوما ، فثبات الأدوار في حياة المرأة وعدم التجديد يقلص دورها في حياة الرجل كما أنه نذير لتحول في حياة الرجل عنها فهو يبحث عن كل ما هو جديد ومثير ، فلكي تكسب المرأة إعجاب الرجل عليها أن تتميز بعدد من الصفات والتي منها أن تكون مثقفه وواعية أي لاتكون سطحية أو جاهلة فهو يريد المثقفة التي تعي أمور الحياة جيدا وتتصرف بحكمة في المواقف التي تحتاج إلى ذلك بعيدا عن الاعتماد الكلي على الرجل ، كما أنه يحتاج إلى المرأة الجادة وليست التافهة التي ينصب جل اهتمامها على الفسح والرحلات فليست كل الحياة ترفيهاً ، فقد يحتاج الإنسان إلى الترفيه والسفر أحيانا ولكن ليس على كل الأحوال، كما أنه يرغب في المرأة المرنة وغير المجادلة فالعناد والجدال هما الإسفين الذي يهدم كل علاقة بين المرأة والرجل ويعجل بالانفصال فالسماحة والمرونة صفة محببة يرغبها الرجل في المرأة ، كما يرغب الرجل المرأة المثقفة،فالثقافة تضفي على الحياة الزوجية جمالا ورونقا خاصا يعشقه الرجل ، فالمرأة المثقفة تكون محصنة بثقافتها من الانخداع بالمظاهر البراقة والشعارات الزائفة بحيث تستطيع الصمود أمام العوائق حيث تكون حكيمة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب كما لايحب الرجل المرأة النكدية التي تحاول أن تخلق من لاشيء شيئا فهي كالبوليس السري في مراقبته وتتبع حركاته بما يخالف منطق الشريعة حيث يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا....الآية) وليس هدفنا بذلك أن تكون المرأة ساذجة أو مغيبة بحيث لا تعرف ما يدور حولها ولكن كما ذكرنا آنفا حكيمة في تصرفاتها .... والله الموفق.