أجزم أن السلطات الأمنية في بلادنا تحتفظ بكافة الوسائل ، الجديد منها والقديم ، التي يسلكها لصوص الشوارع وممتهني السرقة بالإكراه والتهديد والضرب بل والطعن . وبتتبعي للأحداث اليومية في صحافتنا المحلية ( الجزيرة – عبد الحفيظ الشمري – عدد الاثنين الماضي ) أجد أن مجموعة من الشباب يركبون سيارة ذات رقم قديم لا تستفيد منه الشرطة ، أو هم يسرقون سيارات الغير ليرتكبوا بها جرمهم . والبعض منهم تعلم طريقة الهرب ماشيا أو راكضا قبل الاستنجاد بالمارة من الأهالي وهذا ما حصل لأستاذ جامعة سعودي كان يمشي في حديقة عامة ويتحدث بالنقال عندما هاجمه اثنان من أصحاب البشرة السمراء ، وطرحوه أرضا ، ولووا ذراعه من مفصل الكتف وسيطروا عليه وأخذوا هاتفه . وأخذت الحادثة من وقته زمناً طويلاً يراجع فيه المستشفى لمعالجة المفصل . وقبل أسبوع تعرض سائق سيارتي لشيء مماثل ، وكان يسير على قدميه قرب المنزل حيث اعتدى عليه شباب بذات الصفة ، ثم ألحقوه بضربة على البطن من قبضة أحدهم ، حتى ارتمى على الأرض ، وسرقوا ما بجيبه من نقود وهاتفه وإقامته ورخصة القيادة وتركوه للمارة لتستدعي الدوريات الذين نقلوه إلى مستشفى الإيمان جزاهم الله خيرا . لقد تركوني أسعى بمعاملتي " بدل فاقد " للإقامة ورخصة القيادة . مثل تلك الأشياء تحدث في بلدان أخرى ، وربما أكثر منها . لكن الذي يميّز اللصوص عندنا هو عدم ترك مستندات الضحية في جيبه ، بل هم ينهبونها ضمن " الحصيلة " . وقد يكون لدى الجهات الأمنية علاجات متوفرة ، وتمنعهم عن تطبيقها عوائق وعقبات مثل بنود التمويل للتدريب والتطبيق . مثل توظيف خدمات الدوريات السرية ، بورديات تعمل بالتناوب . وتكثر في الأماكن المطروقة . ودورها كشف المشتبه واستدعاء الشرطة ، ويكونون مسلحين بسلاح حكومي من أجل الضبط والانتظار . وتلك أسرع لضبط التلبس . ثم إن بعض اللصوص اعتادوا خطف الحقائب من النساء . وهذا لا يُذكّر بعهد اللصوص القدماء ذوي الشهامة والفروسية الذين لا يقبلون أن تلحق بسمعتهم سرقة امرأة أو طفل أو شيخ كبير . ومُستقبل المسروق من تلك الفئة لا يشتريه ، بل يتلقى السارق عقاباً من زملاء المهنة يصل إلى الضرب . ولعل المرور السري ونظام ساهر يعطي الباحثين مؤشّرا على ما اقترحه وهو زيادة الورديات السرية في الميدان .