حين زرت الرياض لأول مرة ، وكان ذلك في الستينيات الميلادية وتحديدا في عام 1960 كان من أفخم المباني الني رأيتها المعهد المهني في شارع الريل ، وكان عميده المهندس محمد المطبقاني الذي تعلم في ايطاليا ، وفي نفس الوقت أُسس معهد مماثل ، ولكن ليس بنفس الفخامة في جدة ، وما زال موجودا الآن ، ومنذ ذلك الحين أسست عشرات المعاهد المهنية والكليات التقنية ، ولكني وحتى الآن لم أعثر أو أرى أي مهني سعودي سواء كان كهربائيا أو سباكا أو نجارا أو مبلطا ، كما أنني لم أعثر على فني أو تقني سعودي ، وعندما أحتاج إلى مهني أو فني لا أجد غير الأجانب وهم في الغالب غير مدربين تدريبا جيدا ، أي أننا أسسنا معاهد مهنية وكليات تقنية منذ سبعين عاما إلا أنها لم يتخرج منها أحد ؟ يبدو أن الأمر كذلك فقد قال وفقا لصحيفة عكاظ أحد مديري معاهد التدريب المتكامل في المنطقة الشرقية إن نسبة الشباب في الأعمال المهنية صفر%رغم وجود معاهد لتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل ، مع أن الحاجة إلى الأعمال المهنية والحرفية كما قال أحد المدربين باتت ضرورية في المجتمع بعد أن زادت نسبة البطالة بين الشباب ، وأصبح الخيار الوحيد هو البحث عن مهنة شريفة تغني الشاب عن السؤال ، وفي هذه الأيام بحثت عن مقاول لأعمال البياض لمنزلي فلم أجد إلا سوريا أو فلسطينيا يستخدم عمالا باكستانيين أو بنغاليين يفتقدون كما لاحظت المهارات الأساسية ، وصفوة القول إن دولة بدون مهنيين لا تختلف عن دولة بدون جيش .