شيع ظهر أمس في بيروت جثمان الصحافي سمير قصير الذي قضى بانفجار وضع في سيارته يوم الخميس الماضي اثناء انتقاله من منزله في الاشرفية الى مقر عمله في جريدة «النهار» اللبنانية. وتحول التشييع الى مناسبة للمعارضة اللبنانية لتأكيد تمسكها «بانتفاضة الاستقلال» التي اندلعت في أعقاب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير الماضي وقررت المعارضة اعادة برمجة أولوياتها في اتجاه المطالبة باستقالة الرئيس اللبناني اميل لحود بوصفه رئيس النظام الأمني اللبناني - السوري، وحسب بيان «لجنة متابعة لقاء البريستول» التي أعلنت عن تنظيم تحرك شعبي تجاه قصر بعبدا، وهو مقر الرئاسة اللبنانية يوم الاثنين المقبل هو عبارة عن تجمع لوضع أكليل من الزهور، وسيكون فاتحة لسلسلة من التحركات والاعتصامات الشعبية أمام القصر للمطالبة باستقالة لحود، بعد انتهاء الانتخابات النيابية بعد قرابة أسبوعين، حسب ما أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مقابلة مع تلفزيون «المستقبل» ليل امس الأول. بدأ تجمع المشيعين، عند الحادية عشرة من قبل الظهر امام مبنى جريدة «النهار» الكائن في ساحة الشهداء، وكان جنبلاط من أوائل الواصلين بالاضافة الى عدد من النواب وقادة المعارضة وسفراء وشخصيات، وحشد من الصحافيين والإعلاميين من زملاء قصير، فضلا عن طلابه في الجامعة اليسوعية. وقرابة الحادية عشرة والنصف، وصل موكب جثمان الشهيد قصير في سيارة دفن الموتى الذي نقل من منزله في الاشرفية برفقة زوجته الإعلامية جيزيل خوري وعدد من اصدقائه وافراد العائلة. وأنزل نعش الفقيد قصير من السيارة ملفوفاً بالعلم اللبناني، فحمله زملاؤه في «النهار» وقادة المعارضة، يتقدمهم مدير عام الصحيفة النائب المنتخب الزميل جبران تويني والنائب اكرم شهيد وسط تصفيق الحاضرين، وطافوا به امام مبنى «النهار» الذي ارتفعت عليه صورة ضخمة للفقيد قصير، فيما كان المشيعون ينثرون الأزهار على النعش. ثم توجه موكب التشييع سيراً على الأقدام الى كاتدرائية مارجادرجيوس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة قرب مبنى البرلمان تتقدمه حملة الأكاليل وصور قصير والأعلام اللبنانية، وادخل النعش الى الكنيسة محمولا على الأكف، وسط تصفيق الحاضرين، ووضع على الضريح للصلاة. وتقدم الحاضرين في الكنيسة النائب المنتخب سعد رفيق الحريري وجنبلاط والرئيس امين الجميل والنواب من قادة المعارضة الى جانب سفراء أميركا جينوي فيلمان وفرنسا برنار ايميه ومصر حسين فرار ونقيب الصحافة محمد البعلبكي ونقيب المحررين ملحم كرم واعلاميون وسياسيون. والقت نائلة جبران تويني كلمة باسم الجيل الثالث في «النهار» باسم زملاء قصير، مؤكدة انه سيبقى معنا ولن يموت، كما القى امين سر حركة اليسار الديمقراطي الياس عطا الله كلمة مماثلة. ثم تقبلت العائلة التعازي في صالون «الكنيسة» قبل ان ينقل النعش مجددا الى حدائق مارفر في الاشرفية ليوارى الثرى. تجدر الاشارة الى ان الدولة غابت عن التشييع واقتصر حضورها على المواكبة الامنية فيما حضر الى الكنيسة وزير الاعلام شارل رزق ووزير العدل الدكتور خالد قباني للتعزية.