توقع التقرير الخاص بمنظمة الأغذية والزراعة تحت عنوان «توقعات الأغذية في العالم» ان محاصيل العالم من الحبوب للعام الحالي 2005م ربما تصل إلى 1,971 مليار طن، بما في ذلك محصول الأرز المقشور. وأشار التقرير إلى ان الرقم المذكور يفوق المعدل المسجل خلال السنوات الخمس الماضية غير انه يعد أقل بصورة طفيفة مقارنة بمستواه القياسي في العام الماضي. وجاء في التقرير أيضاً ان التوقعات تستند إلى «ظروف المحاصيل الموجودة أصلاً في الأرض وخطط المزارعين الذين سيقومون بالبذار في وقت لاحق من السنة الحالية، على افتراض ان الظروف المناخية اعتيادية لبقية مواسم زراعة المحاصيل في العام الحالي». وأورد التقرير أنه رغم التحسن بشكل عام «فإن المناخ الجاف في عدة بلدان آسيوية منذ أواخر العام الماضي 2004م قد أثر سلباً على الموسم الثانوي لزراعة محصول الأرز الذي يقترب من نهايته «الأمر الذي أدى إلى حصول زيادات في الأسعار الدولية». ومع ذلك، أشار التقرير إلى «ان أسعار القمح والحبوب الخشنة بقيت دون مستوياتها للعام الماضي الأمر الذي يدل على تيسر كميات كبيرة منها في البلدان الرئيسية المصدرة وان هناك آفاقاً مواتية لمحاصيل عام 2005م رغم تراجع حجم الطلب نسبياً». توقعات العام القادم إذا ما تحققت التوقعات بشأن الإنتاج الحالي، فإن المنظمة من ناحيتها تتوقع «أنه قد لا يكفي إنتاج الحبوب في عام 2005م لتلبية حجم الاستهلاك المتوقع للعام المقبل دون الضغط على الاحتياطي من مخزونات العالم» حيث ان الحالة قد تستدعي تخفيض مخزونات العالم بمقدار 16 مليون طن، حتى وان بقي حجم الاستهلاك العالمي من الحبوب في الفترة 2005- 2006م قريباً من الاتجاه نحو 1,955 مليار طن.. ولكن إذا ما تم تجاوز ذلك الاتجاه كما حصل في هذا الموسم، فإنه يتعين مواجهة عجز أكبر بتراجع أكبر في المخزونات بينما قد ترتفع أسعار الحبوب بصورة حادة أيضاً». وتضمن تقرير المنظمة مراجعة التوقعات إلى الأمام بشأن تجارة العالم من الحبوب في الفترة 2004- 2005م وذلك لأسباب رئيسية تعود إلى ارتفاع أسعار الواردات من محصول القمح. وجاء في التقرير «أنه استناداً إلى المؤشرات فإن التوقعات بشأن تجارة العالم من الحبوب في الفترة 2004- 2005م قد تزداد بمقدار 231 مليون طن أي بزيادة مقدارها 3 ملايين طن مقارنة بالتقرير السابق، وهي مع ذلك ما تزال أقل بشكل طفيف من الموسم السابق». مواد غذائية أخرى من المتوقع ان ينتعش سوق اللحوم في عام 2005م بينما تنفتح الأسواق وتزداد امدادات اللحوم القابلة للتصدير. ويحذر تقرير المنظمة من ان أسواق اللحوم قد تتأثر في عام 2005م إلى حد كبير جراء القلق بشأن سلامة الأغذية في أعقاب الوفيات التي وقعت في أوساط بني البشر في بعض البلدان الآسيوية جراء مرض انفلونزا الطيور ومرض جنون البقر. ولعل التحولات في أسعار صرف العملات والتطورات في الإنتاج والسياسات والتجارة تسهم في تباطؤ عملية الانتعاش أيضاً. وقد انتعشت أسعار البن إلى حد ما مقارنة بمستوياتها القياسية غير ان تقرير المنظمة يشكك ان كانت التحولات الهيكلية في قطاع البن والأسواق باستطاعتها ان تدعم الاتجاه المتصاعد في الوقت الحاضر. كما انتعشت أسعار الموز في عام 2004م في ضوء ارتفاع حجم الطلب في النصف الشمالي من كوكب الأرض والتحولات في نظام الاستيرادات في البلدان العشرة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004م. وقد تعززت أيضاً أسعار السكر في عام 2004م وأوائل عام 2005م الأمر الذي يعكس حصول تراجع في الامدادات التي توقع تقرير المنظمة ان تبقى قائمة حتى في عام 2005م وذلك بسبب قوة حجم الواردات والآفاق غير المواتية للإنتاج في الهند!