هل خطر ببالك يوماً وأنت تراجع مستشفى أنك ستجبر على العبور بين الشاحنات أو السيارات المكتظة والمسرعة للانتقال من قسم إلى آخر؟، صورة لا تخلو من الغرابة والخطورة في آنٍ معاً، لكنك ستجدها في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء.. المستشفى الوحيد في أكثر مدن المملكة سكاناً. مراجعو المستشفى والبالغ عددهم التقريبي 700 مراجع يومياً، لا تتوقف معاناتهم عند الزحام جرّاء صغر حجم المستشفى، وقلّة عدد الأطباء، وتأخر المواعيد، ولكن المعاناة الحقيقية تتمثّل في وجود العيادات الخارجية في مبنى منفصل خارج المستشفى الأصلي، ولكي تنتقل إليه عليك أن تعبر طريقاً سريعاً يغصُّ بالشاحنات والسيارات. هذه الحالة الغريبة للمستشفى تسببت في تكرار حالات الدهس أثناء عبور الشارع للانتقال بين المبنيين، وكان من بين ممن تعرض للدهس ممرضات وعددٌ من المراجعين، وحدا هذا الخطر بكثير من المواطنين لتقديم شكوى بعد أخرى لإدارة المستشفى والشؤون الصحية في الأحساء للبحث عن حلول، ومعالجة الأمر الذي مضى عليه (14) عاماً، وسبّب الكثير من الإزعاج والهلع في نفوس بعض الموظفين والمراجعين. الشاحنات تهدد حياة المراجعين وفي الإطار الطفل عبدالرحمن الطويرش الشارع يعج بتحرك الأطباء والممرضين والفنيين؛ كونه تقع عليه إدارة التعليم والتدريب التابعة لمستشفى الأطفال، ومستشفى الجبر للأنف والأذن والحنجرة، والعيادات الخارجية للنساء، إضافةً إلى مستشفى الأطفال مع عيادته الخارجية. والدة الطفل "عبدالرحمن الطويرش" -الذي كان آخر ضحايا الشارع في غرة شهر صفر الحالي- بيّنت في حديثها ل"الرياض" أنّها كانت تعاني من إصابة ابنائها بفقر الدم المنجلي، وأثناء عبورها معهم للشارع الذي يفصل العيادات الخارجية عن مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء متجهة للعيادات لعمل التحاليل، جاءت سيارة مسرعة وصدمت ابنها بقوة حتى ارتفع في الهواء لأمتار، وهوى برأسه على سيارة أخرى كانت متوقفة، وكان هذا المشهد المرعب على مرأى ومسمع منها ومن إخوته الذين دخلوا في حالة هلع وذعر لا يصدق إلى اليوم، وكان أحد الأطباء ماراً بالصدفة قد أسرع إلينا، وتم نقل عبدالرحمن بالإسعاف إلى مستشفى الملك فهد، مشيرةً إلى أن يوم التحاليل الطبية يتحول إلى رحلة من خطر؛ لإضطرار المراجع لعبور الطريق السريع، والذي يشهد حوادث دهس متكررة يوماً بعد يوم". مراجعة تحاول عبور الطريق السريع داخل المستشفى