من خلال حديثنا في المقالات السابقة نركز على الأهل بملاحظة تصرفات وحركات أطفالهم منذ الولادة مع الاستمرار على برنامج المراجعة مع الطبيب. كما نؤكد على سرعة اتخاذ قرار مراجعة الطبيب في حالة وجود أي من الأعراض الغريبة التي قد تلاحظ على الطفل وهي كثيرة جداً. وسيكون الحديث اليوم عن ظاهرة غير شائعة في مرحلة الطفولة، وهي الضعف العضلي الحاد الذي له أسباب كثيرة وبعضها قد يؤدي إلى الوفاة خاصة إذا أصاب عضلات الصدر والتنفس ولم ينقذ الطفل في هذه الحالة. كما أن هناك أسباباً مرضية معدية إذا لم يتم تطعيم الأطفال. الأسباب وكيفية التشخيص يمكن للطبيب تشخيص بعض الحالات إذا أخذ القصة المرضية جيداً وحدد وقت بدء الضعف وتطوره ونمطه (إما وحيد الجانب أم ثنائي، شقي أم سفلي أم رباعي أم علوي، رخو أم تشنجي) كما يجب أن لا ينسى الأعراض الجهازية الأخرى المرافقة. وأن قصة الحمى أو الطور البادري للفيروس يشير إلى أن هناك التهابات ميكروبية غالباً. ومن أهم الأسباب: (1) متلازمة غيلان باربيه: والتي هي عبارة عن اعتلال عصبي عديد حاد غير معروف السبب ولكنه قد ينتج أو يتلو لقاح الانفلونزا حيث يتظاهر بأعراض حسية مبهمة مع ضعف عضلي يبدأ من الأسفل وربما يصيب المعصرة المثانية أو التعصيب المعوي. وقليل جداً من الأطفال قد يصل إلى عضلات الصدر ويؤدي إلى اضطراب التنفس. (2) الوهن العضلي الوبيل: وهو عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي يبدأ بالاطراف والشفع أو ضبابية في الرؤية الناجمة عن ضعف في عضلات العين الخارجية، كذلك قد يؤدي إلى قصور تنفسي خطير. (3) شلل القراد: وينتج عن ذيفان بحررة قراد الغابات وقراد الكلاب وقد يؤدي إلى شلل عام. ويندر وجوده لدينا. (4) التسمم الوشيقي: ينجم الضعف العضلي بالتسمم الوشيقي عن تحرر ذيفان خارجي يتطور إلى اضطراب سريع في وظيفة الأعصاب. (5) شلل الأطفال: وهذا المرض يندر وجوده الآن نتيجة للجهود الدولية والمحلية في مكافحته بالتطعيمات منذ الولادة. (6) الديفتريا: هي من الأمراض المعدية ونتيجة لبرنامج التطعيمات المطبق يندر حدوثه. ومع أنه يصيب البلعوم ولكن آثاره العصبية والعضلية تظهر بعد مرور أسابيع إلى أشهر. وتسبب شللاً رخواً في أحد الأطراف وقد يبدأ بضعف في عضلات العين الخارجية. (7) أذية الحبل الشوكي: وهذا يكون بسبب الرضة أياً كان مصدرها وكيفيتها وبمجرد إصابة الحبل الشوكي يؤدي إلى ضعف عضلي حاد مع شلل سفلي أو رباعي. وهناك أسباب أخرى لأذية الحبل الشوكي وهي التهاب النخاع الذي يصعب أحياناً اكتشافه. (8) الأسباب الاستقلابية: وهي كثيرة مثل نقص البوتاسيوم، نقص أو زيادة الكالسيوم نقص أو زيادة هرمون الدرقية وهذه عادة يصاحبها أعراض جهازية أخرى يكتشفها ويراها الطبيب. (9) أسباب أخرى: يشير الضعف العضلي الحاد أو تحت الحاد المترافق مع الطفح والحمى والآلام العضلية لحدثية التهابية كالتهاب الجلد والعضل أو التهاب العضلات العديدة أو الذآب الحمامي الجهازي. كما يجب أن لا ننسى آثار بعض السموم مثل المبيدات الحشرية والتي بعضها بسبب ضعف عضلي حاد يحتاج إلى معالجة فورية وخاصة. (01) أسباب نفسية: عادة يفكر الطبيب في هذا السبب إذا فشلت القصة المرضية والفحص السريري والفحوصات في تحديد سبب عضوي. وعندما يظهر الفحص العصبي موجودات متناقضة مع بعضها البعض. وقد توجد شدة نفسية مؤهبة. العلاج: لا يهمنا في هذا المقال معرفة تفاصيل العلاج لكل سبب ولكن الذي يجب أن نخلص إليه: 1- الاهتمام بالتطعيمات منذ الولادة. 2- سرعة إحضار الطفل إلى المستشفى في حالة وجود اختلال في مشيته أو نظره أو عدم قدرته على الوقوف أو المشي أو ملاحظة عدم القدرة على تحريك أي عضو أو طرف. 3- الابتعاد عن المواد السامة والمبيدات الحشرية. 4- مراقبة الطفل ومنعه من السقوط. 5- قد تكون الأسباب النفسية مسببة لعدة أمراض.