رغم مرور عدة سنوات على رحيل المطربين سلامة العبد الله وفهد بن سعيد, إلا أن هناك من يفاجئنا"بشقلبة" مامضى من أعمالهما وإعادة ما قدماه من أعمال رائدة مازالت تدق أجراسها في ذاكرة المتذوقين للفن الأصيل. هي العادة لا يكلون ولا يملون - فنانو الجيل الحالي - من الاستفادة من هذا الموروث العظيم, ولكن يفاجئون الجميع بنسبة هذه الأعمال إليهم والشواهد على ذلك كثيرة. يظن غيري كما أظن أنا أن ترسيخ هذه الأعمال في ذاكرة المطربين الحاليين وإشعال ناقوس الذاكرة هو ما يجعلهم يصتدمون في مطب هذه الأعمال ويعيدونها بشكل أو بآخر, وإن غلب عليه في بعض الأحيان تشويه وفلسفة كان الأصل في غنى عنها.! أغنية"منت أول"والتي قدمها الفنان المميز رابح صقر في البوم "شاديات", كانت إعادة لذلك التواصل الفني بين الأجيال في أغنية"خلاص من حبكم" بمطلعها, وأيضاً أغنية"أرجوك جفت دموعي" عندما تم استنساخ"يكفيني اللي من الهجران"في"بس مثلك أبد" وكلا العملين يأتيان على "النوى" مقام البيات, وبالتالي تم تركيب الكلمات والمغنى بطريقة تعتبر غير جيدة من فنان عرف بالابتكار والتكنيك والفلسفة الموسيقية, برغم ذلك لم يكتب عليها"أي اسم" من اصلها او من التراث, هي العادة يا تواصل فكري وإشعال ما حفظ سابقاً أو استنساخ بالعمد. حيث تم- دمج ومزج -هذين العملين بأسلوب الاستنساخ وتقديمها على أنه لحن جديد. إذا ما سلمنا أن رابح صقر تغنى كثيراً بهذين العملين في جلساته الخاصة, ما يعطي قرائن على ثقافته الفنية الضخمة.. التي يواجهها استغراب المتابعين, والغريب أن تفوت عليه مثل هذه الأنغام وهو الخبير عنها - حتى وان كانت"منت أول" من الحان غيره.!. إن ما يواجهه الفنانون السابقون الأحياء منهم أو الأموات من عبث المغنين والملحنين الحاليين, يعتبر تعدياً لا يمكن أن يتم السكوت عليه, فغالب الفنانين"المودرن"يعتبرون هذا التاريخ "هامشاً"يشخبطون فيه ويأخذون الحلول وينطلقون بعبق من التاريخ ليجير بأسمائهم، متناسين أن هذا الزمن قد أنصف سلامة العبد الله وفهد بن سعيد في"منت أول".!. سلامة العبدالله