من المؤكد أن (مارك زوكربيرج) مؤسس موقع فيس بوك لم يكن يفكر بأن يصل موقعه الاجتماعي إلى ماوصل إليه الآن .. فمارك أطلق الموقع حينما كان طالباً في الجامعة لترشيح أجمل الفتيات في جامعته من خلال تصويت عبر موقعه الجديد .. لكن الأمر تسارع بشكل كبير وأصبح ملتقى لطلاب الجامعة ومن ثم جامعات أخرى حتى بلغ الشأن الذي وصل إليه الآن . قبل أيام ودعنا العام 2011 الذي شهد تحول عدد من المواقع الاجتماعية مثل (فيس بوك) إلى ساحات للمشاحنات والنقاشات السياسية الحادة، حيث أصبح من الطبيعي أن تتلقى دعوات للمشاركة في مجموعات وقوائم بريدية تتحدث عن أزمة الانتخابات في مصر وعن أحداث سوريا وتطورات الوضع في ليبيا وآخر أخبار اليمن . وتتميز صفحات الفيس بوك السياسية بقدرتها على إثارة عدد كبير من المتلقين من خلال طرح مقاطع الفيديو والأخبار السياسية الصحفية وتحليلها .. بل وفبركتها أحياناً كما يتضح في عدد من المقاطع التي أخذت عن حرب العراق وحولت أحداثها لأماكن أخرى من خلال فبركة (فيديو) طمعاً في مزيد من الإثارة وبسبب ذلك لا يمكن الاعتماد على الفيس بوك كمصدر نقي من الإشاعات، خاصة أن المشاركة متاحة لأي شخص يمكنه الإدعاء والتسجيل باسم (فلان الفلاني) ومن ثم توزيع مايريد من التهم والعبارات كما يشاء كونه غالباً سينجو من العقوبة بخلاف مايطرح في وسائل الإعلام الأخرى التي تخضع لأنظمة وقوانين. عند الانتقال إلى أبرز الصفحات السياسية على ساحة الفيس بوك، نجد صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والذي يبلغ عدد مشتركيها نحو مليون ونصف المليون، حيث يسعى المجلس العسكري للتواصل مع الشباب المصري من خلال نشر البيانات والقرارات العسكرية الرسمية عبر صفحته. وهذا بلا شك يعكس أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير السياسي على المتلقين. يذكر أن التوجه السياسي الذي برز مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي لا يقتصر فقط على المشاركة في الفيس بوك بل إن تويتر هو الآخر بدأ يميل نحو ذلك التوجه وخاصة بعد دخول شخصيات بأسمائها للمشاركة والنقاش مع الآخرين وهو ما أدى إلى قفزة كبيرة في أعداد المشتركين .