من المحزن حقاً استمرار إصابة حديثي الولادة أثناء الولادة نتيجة لولادتهم في أماكن غير متخصصة وإن وجد المكان المتخصص تجد طاقماً طبياً غير مدرب مما يؤدي إلى سوء في تقييم كيفية الولادة ووجوب استدعاء الخبراء من الأطباء في الولادة فنجد كثيراً من الأطفال بعد الولادة مصابين باصابات في الرأس واليدين والعمود الفقري والأعصاب الأخرى المرتبطة بالعمود الفقري وما حوله، والحديث يطول عن أسباب هذه الاصابات التي بعضها يتعلق بالطفل نفسه والأسباب الأخرى بالأم وأيا كان السبب يمكن اكتشاف وتفادي أسباب الاصابات. إلا في بعض الأحيان حينما تكون الأم غير متابعة حملها منذ الولادة وتحضر إلى المستشفى في حالة يصعب تقييم الطفل والولادة، وفي مثل هذه الحالات يمكن قبول عذر الطبيب. وسنتحدث اليوم عن جزء من هذه الإصابات ألا وهي أذيات الأعصاب المحيطة بالعمود الفقري، والتي معظمها يحدث نتيجة لتعرض هذه الأعصاب للاصابة من جراء الولادة المتعسرة وسحب الطفل بقوة وأحياناً أخرى نتيجة لضخامة الطفل وتعرضه للاصابة. ومن هذه الأذيات أولاً: شلل الضفيرة العضدية: إن اصابة الضفيرة العضدية تؤدي إلى شلل في أعلى الذراع مع أو بدون شلل الساعد أو اليد أو بشكل أكثر شيوعاً شلل كامل الطرف العلوي. وتحدث هذه الإصابة عند الوليد الضخم أو عند سحب الطفل بقوة من رأسه وعنقه أثناء ولادة الكتف. هناك أنواع لهذا الشلل: 1 - شلل إرب دوشين والذي تنحصر الإصابة في العصبين الرقبيين الخامس والسادس. حيث يفقد الوليد القدرة على تبعيد الذراع عن الكتف وكذلك تدوير الذراع للخارج وعلى بسط الساعد. ويمكن ملاحظة ذلك من قبل الأهل دقيقي الملاحظة والطبيب أثناء فحصه قبل خروج الطفل من المستشفى. وهذه الظاهرة يمكن أن تكون شديدة وتشمل شلل الحجاب الحاجز. 2 - شلل كلامبكة: وهو عبارة عن شلل للضفيره العضدية حيث يصاب العصبين الرقبيين السابع والثامن والعصب الصدري الأول مما يحدث شللاً في اليد مع تقبض حدقة العين بالجهة نفسها إذا أصيبت الألياف العصبية الودية للجذر الصدري الأول. وقد لا تكتشف بعد الولادة مباشرة في الحالات الخفيفة. كما يجب تفريقها عن الأذية الدماغية وعن كسر أو خلع أو انفصال شاش العضد وكسر الترقوة. وفي العادة يتحسن الطفل إذا كانت الإصابة نتيجة لرضة بسيطة ووذمة ونزيف حول ألياف العصب في خلال بضعة أشهر أما إذا كانت الاصابة شديدة عبارة عن تهتك للعصب فيمكن أن يصبح الشلل دائماً ويصعب علاجه. وهناك علاجات متعددة طبقاً لشدة الحالة ويجب مراقبة الطفل مع التمارين والذي يتحسن في خلال أشهر وإذا لم يتحسن فيجب رأب العصب وحل العصب والمفاغرة النهائية وتطعيم العصب. ثانياً - شلل العصب الحجابي: إن احدى الاصابات الخطيرة التي قد تحدث للاعصاب أثناء الولادة هي أذية العصب الحجابي (وهي الأعصاب الرقبية 3، 4، 5). ويمكن توقع ذلك عندما يحدث تطور زراق مع تنفس غير منتظم وجهدي. عادة هذه الأذيات تكون أحادية الجانب ومترافقة مع شلل ضفيرة عضدية علوية في الجهة ذاتها. ونجد أن التنفس صدري أي لا تلاحظ انتفاخ البطن أثناء الشهيق. ويمكن اكتشاف ذلك والتأكد منه باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الفحص بالتنظير المتألق والذي يبدي ارتفاع الحاجب في الجانب المصاب. ولا يوجد معالجة معينة ومحددة لذلك. لذلك يجب وضع الطفل على الجانب المصاب واعطاؤه الاكسجين إن لزم الأمر ومن المضاعفات الخطيرة الالتهابات الرئوية، وعادة يحدث الشفاء العفوي خلال 1 - 3 أشهر، ونادراً ما يحتاج إلى تدخل جراحي. ثالثاً - شلل العصب الوجهي: إحدى الأذيات العصبية هي العصب الوجهي والذي ينتج عن الضغط على العصب الوجهي داخل الرحم أو أثناء الولادة أو أثناء استخدام الملقط الحديدي لتوليد الجنين. وأحياناً ينتج عن عدم تخلق نوبة العصب الوجهي في المخ، ونجد الطفل لا يستطيع إقفال العين وهبوط زاوية الفم في أحد الجهتين. وتتجعد الجبهة في الجانب المصاب عند وجود شلل مركزي لأن التلثير السفليين من الوجه فقط هما اللذان يصابان في هذه الحالة نتيجة لأذية داخل المخ. لذا نؤكد مرة أخرى بالمتابعة أثناء الحمل لتفادي مثل تلك المشاكل والاصابات والأهم اختيار الأماكن المجهزة والمتخصصة في اجراء الولادات بواسطة الخبراء من الأطباء ومساعديهم.