افتتح معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ إياد بن امين مدني ومعالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد العزيز بن عاشور مساء امس بدار الفنون بالبلفيدير بالعاصمة تونس الأيام الثقافية السعودية الذي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية وسفارة خادم الحرمين الشريفين في تونس بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية وذلك خلال الفترة من 26 الى 30 ربيع الآخر الموافق 3 الى 7 من شهر يوليو القادم. وفي بداية الحفل قدمت فرقتا الفنون الشعبية السعودية والتونسية فقرة ترحيبية بمعالي وزير الثقافة والإعلام ومعالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي والحضور. ثم ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس احمد بن علي القحطاني كلمة رحب فيها بالحضور في الحفل الذي قال انه يترجم ما بلغته العلاقات السعودية التونسية من متانة وترابط مما جعلها علاقات نموذجية على الساحة العربية. واضاف ان الحفل يأتي تنفيذا للتوجيهات السامية والرعاية الموصولة من قيادة البلدين الشقيقين: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز واخيه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي حفظهما الله اللذين يحرصان على تعميق الروابط الاخوية بين البلدين في جميع المجالات.. منوها بدور المثقفين والاكاديميين والاعلاميين وعطائهم الثقافي في مختلف الثقافات وهو ما انعكس ايجابا على حركة التنمية بمفهومها الشامل في كل من المملكة العربية السعودية وتونس. وتابع السفير القول متوجها الى المشاركين التونسيين «لقد حضر اليكم زملاؤكم واشقاؤكم من المملكة العربية السعودية ايديهم ممدودة وقلوبهم مفتوحة وعقولهم متوهجة وقرائحهم متقدة وإيمانهم بالحوار قوى وثقتهم فيكم مطلقة.. معربا عن ثقته بان هذه الايام الثقافية ستكون محطة من محطات الثراء في مسيرة الثقافة العربية وستتميز بالحوار البناء والفكر الخلاق والابداع الذي يثير الوجدان والتعدد الذي يغني اصحابه وسامعيه وستعطى الاولوية للكلمة الهادفة والايقاع الجميل والصورة المعبرة والفكرة الثاقبة». وأعرب عن امله في ان تتوثق الصلات بين الجانبين وان يتطور ذلك الى صداقات دائمة ومبادرات فنية وثقافية مشتركة و بدل ان تكون الأيام الثقافية السعودية التونسية مناسبة ظرفية تنتهي بانتهاء هذا الأسبوع تتحول الى علاقة استراتيجية متواصلة وايام ثقافة مفتوحة على مستقبل جماعي افضل. وأشار سفير خادم الحرمين الشريفين الى ما اتسمت به الامة من احترام للعلم والتعلم ومحاربة الجهل والارهاب والبؤس الثقافي عملاً بكتاب الله الذي يحث على ذلك. ثم ألقى معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد العزيز بن عاشور كلمة رحب فيه بالمشاركين في الايام الثقافية السعودية التونسية.. مؤكدا على شرف بلاده باستقبال هذه الايام والمشاركين فيها ومشيرا الى ما يجمع بين البلدين الشقيقين من ثوابت مشتركة ومتعددة يزكيها ويغذيها الدين الحنيف والحضارة وصفاء الود القائم منذ القرن الاول للهجرة وكذلك علاقات الاخوة التي تجمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفخامة الرئيس زين العابدين بن علي حفظهما الله. وأشار الوزير التونسي الى اهتمام البلدين بالفعل الثقافي مكرسين له جهداً موفقاً للارتقاء به الى أعلى المراتب وفي هذا الاطار تندرج اقامة الايام الثقافية السعودية بتونس ورأى في ذلك لبنة جديدة في صرح العلاقات السعودية التونسية وهو يعكس حرص الجانبين على تكريس مبدأ الشراكة بينهما.. كما رأى فيها فاتحة عهد ثقافي كثيف ومستمر يكون بمثابة النقلة الثقافية النوعية بين البلدين يتجاوزان بها مرحلة التبادل الثقافي الظرفي وتحقيق مشروعات مشتركة تونسية سعودية في مجال الانتاج والصناعة الثقافية. وجدد الوزير التونسي في ختام كلمته ابتهاجه بما تم التوصل اليه خلال السنوات الماضية من نتائج ملموسة في تجسيم العزم المشترك للوصول بالتعاون الثقافي السعودي التونسي الى مرتبة مرموقة راجيا للايام الثقافية السعودية التونسية كل النجاح والتوفيق وللعلاقات المتميزة بين البلدين مزيد الازدهار والتطور. ثم ألقى معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن امين مدني كلمة رحب فيها بمعالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي والحضور. وقال «أقرئكم السلام من المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وموئل الرسالة مهد التراث والتي تكن لتونس قيادة وشعباً أعمق درجات المودة والتقدير والاحترام. واضاف «ونحن نحتفي معكم ببدء فعاليات الاسبوع الثقافي السعودي بالجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية في انفتاحها على العالم والتواصل مع ثقافاته اكثر ايمانا ويقينا بالحاجة الى التواصل مع الاشقاء من اصحاب الثقافة الواحدة والتاريخ المشترك. وقال «وإذا كان المشهد العربي يتسم بكثير من عوامل التشابه فيما بينه فان لكل منطقة خصوصيتها الثقافية وهذا ما جعل الثقافة العربية بالمدلول الواسع للكلمة ذات تباين متناغم وتنوع مختلف ويجعل التواصل بينها يثري الثقافات المحلية ويحقق مستوى أكبر من الوحدة الثقافية العربية. واوضح معالي الاستاذ مدني ان تنوع الايام الثقافية السعودية بما تشتمل عليه من ندوات فكرية وامسيات ادبية وعروض مسرحية وتراث شعبي ومعارض مختلفة يأتي كاطلالة على الواقع الثقافي في المملكة العربية السعودية ويؤكد على الرغبة بتواصل ثقافي متجدد مع الاشقاء في تونس وسائر اقطار وطننا الكبير. وقدم معاليه في سياق كلمته جزيل الشكر وخالص التقدير الى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وحكومته الرشيدة على استضافة الايام الثقافية السعودية على ارض تونس الشقيقية والذي يأتي تجسيدا لما يربط البلدين من اواصر المحبة والصداقة.. ناقلا تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لفخامة الرئيس التونسي وحكومته الرشيدة. كما قدم شكره لمعالي الاستاذ محمد العزيز بن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي الذي دعم بكل حميمية هذه الايام الثقافية وتفضل واركان وزارته بتقديم كافة التسهيلات من اجل ضمان نجاحها.. مثمنا الدور المتميز الذي قام فيه كل من السفيرين السعودي في تونس والتونسي في الرياض ولا ريب ان كل ذلك يأتي تحقيقا لرغبة اكيدة تتبناها القيادات السياسية في كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية تلك القيادات التي تؤكد على متانة العلاقات المشتركة وتسعى دوما الى مزيد من ترسيخها. واختتم معاليه كلمته قائلا «ولعل اللجان التنظيمية في البلدين تستحق مزيدا من الثناء فقد حققت فيما بينها فريقا متكاملا امن برسالته الثقافية وبذل جهودا متميزة في سبيل تحقيق نجاح هذا النشاط الثقافي فتحية للاشقاء في تونس سائلا المولى عزوجل التوفيق الدائم للجميع. بعد ذلك قام معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد مدني ووزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي الدكتور محمد العزيز بن عاشور بقص الشريط ايذانا بافتتاح الايام الثقافية السعودية في تونس والتي تستمر الى الثلاثين من شهر ربيع الاخر الجاري. ثم تجول الوزيران في المعارض المقامة ضمن فعاليات الايام الثقافية السعودية في تونس وهي معرض الحرمين الشريفين ومعرض صور الحج لصاحبة السمو الملكي الاميرة ريم محمد الفيصل ومعرض المخطوطات ومعرض الخط العربي حيث اطلعا على محتويات هذه المعارض وشاهدا ما تحتويها من مقتنيات عديدة تضم تقارير وصور لاعظم الانجازات واضخم التوسعات وارقى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزائرين للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. كما تشتمل هذه المعارض على مقتنيات للمخطوطات النادرة تضم اربعة الاف مخطوطه اصلية بالاضافة الى اكثر من اربعمائة من المصورات الورقية والميكروفيلمية الى جانب العديد من المخطوطات ذات القيمة التاريخية المهمة والمتميزة وكذلك عرضا لمخطوطات فريدة من نوعها يقدمها ابرز الخطاطين السعوديين. ثم دشن معالي وزير الثقافة والاعلام يرافقه الوزير التونسي بدار الثقافة المغاربية بابن خلدون معرضي الفنون التشكيلية والصور الفنية والفوتغرافية اللذين يشتملان على معروضات واعمال متميزة قدمها عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين اضافة الى عرض لابداعات الفنانين والمحترفين والهواة السعوديين في مجال التصوير الفوتغرافي وفي نهاية حفل الافتتاح قدمت فرقة الفنون الشعبية العرضة السعودية. وحضر الحفل سفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدون لدى تونس ومعالي الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان وعدد من المسئولين في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسي ورجال الفكر والادب والاعلام في البلدين وجمهور كبير من الحضور.