قرر مجلس الوزراء اللبناني في جلسة استثنائية عقدها أمس الخميس برئاسة الرئيس اميل لحود، احالة ملف اغتيال الصحافي المعارض سمير قصير الى المجلس العدلي وسمحت بالاستعانة بجهات خارجية أو داخلية يمكنها مساعدة السلطات القضائية في التحقيق. وفي ختام الجلسة التي عقدت استثنائيا للبحث في ملابسات اغتيال الصحافي سمير قصير تلا وزير الاعلام شارل رزق مقررات الجلسة التي اقتصرت على احالة الملف الى المجلس العدلي، اعلى سلطة قضائية، والسماح لوزير العدل بالاستعانة بأي جهة يمكنها المساعدة في التحقيق، بما في ذلك جهات خارجية. ونقل رزق عن رئيس الجمهورية قوله انه «ثمة من يسعى الى إعادة الخوف والذعر» وأكد دعوة لحود الى اتخاذ تدابير لحماية الاعلام والصحافيين. وأشار رزق الى ان لحود الذي سيلتقي اليوم الجمعة رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير، «سيطلب منه متابعة التحقيق في اغتيال» قصير. كما نقل رزق عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيده ان الانتخابات التشريعية التي تنظم في لبنان على اربع مراحل كانت اولاها الاحد في بيروت، «ستتواصل و لاشيء يمكن ان يعرقلها». وتستكمل الانتخابات في الاحاد الثلاثة المقبلة في باقي المحافظات. من جهته دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بشدة حادث التفجير الإرهابي أمس في بيروت والذي أدى الى قتل الصحافي اللبناني سمير قصير. ووصف عنان الصحافي سمير قصير بالصحافي الجريء والشهير وان حادثة قتله هي جريمة رهيبة. جاء ذلك في بيان ادلى به للصحافيين نائب المتحدث الرسمي باسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك قال فيه ان الأمين العام كوفي عنان قد قدم تعازيه لأسرة الصحافي سمير قصير وأسرة الضحية الآخر في التفجير الإرهابي. الى ذلك استنكر مصدر في وزارة الاعلام السورية أمس الخميس «مسارعة بعض الشخصيات اللبنانية الى اتهام سوريا» باغتيال الصحافي والكاتب اللبناني المعارض سمير قصير مؤكداً ان دمشق «لا تتدخل في شؤون لبنان». وقال مسؤول في وزارة الاعلام للوكالة السورية للانباء (سانا) ان «هذه الاتهامات متوقعة نظرا لدور مروجيها في حملات الاساءة الى سوريا واسهامهم في الضغوط السياسية والاعلامية عليها للحصول على رضا اعداء سوريا ولبنان والعرب عموما». واضاف ان «مسارعة بعض الشخصيات الاعلامية والسياسية اللبنانية كعادتها الى اتهام سوريا بعد دقائق من حدوث الانفجار (الذي اودى بقصير) تؤكد مواقف هؤلاء المسبقة والمعادية لسوريا». ولفت المسؤول الى ان «سوريا تترفع عن لغة المهاترات وكيل الاتهامات جزافا» مشيرا الى «البعد اللااخلاقي للكتابات والتصريحات التي تندرج في اطار الصحافة الصفراء وتعبر عن انعزالية اصحابها وعدائهم لوحدة لبنان واستقلاله». كما دانت الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب اغتيال سمير قصير. وقال بيان الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب أمس ان اغتيال سمير قصير يهدف الى احداث مزيد من الارباك والتدهور الامني بلبنان. وطالب البيان وقف استهداف الصحفيين الاعلاميين حتى يتمكنوا من اداء رسالتهم دون تشويه أو تزييف وترويع. وأنهى الاتحاد بيانه بمناشدة كل المنظمات الدولية المدافعة عن حرية الصحافة بادانة هذا الحادث البشع باعتباره عدوانا وانتهاكا لحرية الرأي والتعبير. وفي باريس دانت فرنسا بشدة الاعتداء، معبرة عن «ثقتها» في ارادة السلطات اللبنانية في كشف هذا الاعتداء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتاي «نشيد بشخصية سمير قصير احد رموز حرية التعبير والاستقلال في الصحافة اللبنانية». واضاف ان «فرنسا تثق بارادة السلطات اللبنانية في القاء الضوء على هذا الاعتداء واحالة المسؤولين عنه امام القضاء». وتابع ان «فرنسا تؤكد تمسكها وتمسك كامل الاسرة الدولية باستقرار لبنان خصوصا خلال الفترة الانتخابية حاليا».