يسعى المعماريون والمهندسون إلى توفير البيئة الآمنة والمريحة للمستخدم سواء كانت تلك المشاريع مباني أو متنزهات أو طرقاً. وعند الحديث عن المباني والسلامة فيها يطول بنا الحديث حيث أنها تمثل أكثر الأماكن التي يعيش فيها الإنسان إضافة إلى كثرة أنواعها واختلاف مستخدميها من حيث الثقافة واختلاف المراحل العمرية والتي قد تزيد الأمر تعقيداً. فهناك المباني السكنية والتجارية والمكتبية والمدارس والمصانع حيث ان كل مبنى له احتياجاته الخاصة لكي ينجح الغرض المقصود من وراء بناء ذلك المبنى، ناهيك ان التعريف الأساسي للمبنى كونه مأوى، بمعنى انه يحمي أو يأوي مستخدمة من كافة العوامل المؤثرة عليه ويخلق بيئة جديدة توفر له أبسط المطالب وعلى رأسها الحماية. وكما قيل (دينار وقاية خير من قنطار علاج) تحت هذه الحكمة أو المثل يقاس نجاح أداء المباني المعمارية، هذا إذا ما تكاملت مع الإبداع المعماري وتوفير البيئة المنشودة، فهذه ليست مجرد شعارات بل تستند إلى قوانين تحمي المستخدم وتضمن له الراحة والسلامة، وهناك ما يسمى بأنظمة وقوانين البناء (كود البناء) التي تسعى بدورها إلى حماية المبنى من كافة المؤثرات، وتوفير الحماية الكاملة للمستخدم. تتضمن هذه القوانين كافة المحددات لثبات المنشأ، ومنها مثلاً على سبيل المثال لا الحصر، النواحي الإنشائية لتكون ثابتة بنفسها مقاومة لبعض الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الزلازل، كذلك التمديدات الكهربائية فتضمن لها السلامة اللازمة وعمل المقاومة للحد من زيادة الأحمال الكهربائية التي قد ينشأ منها بعض الكوارث كالحرائق لا سمح الله. هذه بعض من محتويات (كود البناء) الخاصة بثبات وحماية المبنى، أما القوانين والمحددات الأخرى الخاصة بسلامة المستخدم وهي كذلك جزء من الكود تكون مثلاً في توفير سلالم هروب تتناسب ونوعية وكثافة المستخدمين، وكذلك تضمن أسهل أساليب الإنقاذ مع أقل الخسائر وخاصة البشرية. عند تلخيص محتويات هذه الأنظمة والقوانين قد يطول الحديت، إلاّ الحرص على توفير وتبني وجود مثل هذه الأنظمة يعد نقلة حضارية يحتاجها البلد ليس فقط في المجال الهندسي البحث بل يتعداه إلى كل عناصر المجتمع، وهذا متمثل في كود البناء السعودي الذي أقر منذ قرابة عام ونحن بانتظار تفعيل هذا الكود لكي ينزل إلى أرض الواقع ويساهم في حماية الناس من الحوادث وخاصة ما يتعلق بالمباني. * أكاديمي - جامعة الملك سعود [email protected]