كشفت مصادر وثيقة الاطلاع أن تعيين العاهل المغربي محمد السادس، أول أمس الأربعاء، لفؤاد عالي الهمة مستشارا له في الديوان الملكي قد أربك حزب العدالة والتنمية الذي فاز في انتخابات 25 نوفمبر وكُلف أمينه العام، عبد الإله بنكيران، بتشكيل الحكومة. وعزت المصادر هذا الارتباك إلى "العداوة" المعروفة بين فؤاد عالي الهمة وحزب العدالة والتنمية. ويشار إلى أن فؤاد عالي الهمة، الذي يوصف ب"صديق الملك" كان عمل في فترات التسعينيات وزيرا منتدبا في وزارة الداخلية، قبل أن يقدم استقالته من منصبه سنة 2007 ويؤسس "حركة لكل الديمقراطيين" وبعدها حزب "الأصالة والمعارضة". لكن قيادة العدالة والتنمية ظلت تعتبره "عدوا" للإسلاميين، واعتبرت أن تحركاته في الحياة السياسية كان لها هدف واحد وهو تقويض امتداد حزبهم في الشارع. واتهمت قيادة العدالة والتنمية فؤاد عالي الهمة، في أكثر من مناسبة، بالوقوف وراء "محن" و"مشاكل" اعترضت حزبهم. وكان أمين عام العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، دعا العاهل المغربي إلى كبح جماح فؤاد عالي الهمة، حيث كان الأخير مارس ضغوطا قوية على حزبه بعد تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية سنة 2003. كما كانت حركة 20 فبراير، التي تقود الاحتجاجات في الشارع، رفعت ضد فؤاد عالي الهمة شعار "ارحل"، واعتبرته من أصحاب النفوذ الذين يتدخلون في جميع الملفات ويؤثرون فيها ضدا على الديمقراطية. وقال الديوان الملكي إن تعيين عالي الهمة يستند إلى الخبرة التي اكتسبها في تنفيذ المهام التي عهد إليه بها. وسينضم عالي الهمة (49 عاما) إلى مجموعة من الوجوه الجديدة التي عينها العاهل المغربي، مؤخرا، مستشارين له.