يحتفل العالم في كل عام باليوم العالمي لمكافحة التبغ والذي يصادف هذا العام اليوم الثلاثاء ومنذ عام 1990م، نحت منظمة الصحة العالمية هذا المنحى بإطلاق شعار للعام يؤكد على هدف معين واضح، وتدور حوله كافة الأنشطة التي تهدف إلى إبراز هذا الشعار. وأوضح الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون انه وبنظرة سريعة على معدل انتشار التدخين في دول مجلس التعاون نجد ان نسبة التدخين في بيئة الأطباء وطلاب كلية الطب والمدارس عالية جداً في المملكة ودولة الكويت، إذ تصل إلى ثلث العاملين في هذا المجال و44٪ في الإمارات و6٪ من الطبيبات يمارسن التدخين. ويشكل استهلاك التبغ في منطقة الخليج عبئاً اقتصادياً واجتماعياً وصحيا، ولم تعط الدراسات والأبحاث ما تستحقه من الاهتمام من قبل الجهات الرسمية أو الباحثين والمهتمين حول هذا الخصوص، في حين ان شركات التبغ تقوم بدراسات بحثية تسويقية رصدية لرصد متغيرات السوق والذوق، وإقحام أكبر عدد من الشباب والمراهقين في مجال التدخين. وقال د. خوجة ان الدراسات الطبية والعلمية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن التدخين آفة اجتماعية وصحية ضارة وخطيرة، ويؤكد ذلك استهلاك السوق المحلية في المملكة الذي يزيد على 15 مليار سيجارة سنوياً بقيمة 633 مليون ريال وأظهرت الاحصائيات الدولية ان مليون ونصف المليون فرد يذهبون ضحية التدخين كل عام، وان الرقم مرشح ليصل إلى عشرة ملايين بحلول عام 2020م. كما تؤكد التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 11 ألف شخص يموتون شهرياً. وأضاف ان المملكة تعد رابع أكبر الدول المستوردة للسجائر في العالم، كما تحتل المرتبة التاسعة عشرة في نمو سوق السجائر على المستوى العالمي، وتصل مبيعات السجائر في المملكة إلى 15 مليار سيجارة سنوياً، ويحتل نصيب الفرد بما في ذلك النساء والأطفال 750 سيجارة سنوياً، وتبلغ قيمة المبيعات من التبغ 633 مليون ريال، أما على مستوى دول مجلس التعاون فيصل استهلاك السجائر على مستوى الخليج إلى 28 مليارسيجارة سنوياً، ويصرف العالم 200 مليار دولار سنوياً على السجائر، وتتكبد الدول النامية نصف المبلغ المصروف على السجائر.. كما بلغت عائدات الشركة المنتجة 134 مليار دولار سنوياً، وتجاوز عدد المدخنين في العالم1,2 مليار شخص، في حين ينتمي 75٪ من عدد المدخنين إلى العالم الثالث، وقال خوجة بأن التدخين سيكون سبباً في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص بحلول عام 2020م، وان الوفاة المبكرة تنتظر نحو 250 مليوناً من الأطفال والمراهقين بسبب التدخين. وقال خوجة ان دول المجلس قامت في عام 1990م باستيراد ما مجموعه (20) مليار سيجارة بلغت تكاليفها 405 ملايين دولار، وزادت كمية الاستيراد في عام 1995م لتصل (46) مليار سيجارة بتكلفة تزيد على 900 مليون دولار لتصل كمية المستورد في عام 1998م إلى (65) مليار سيجارة وبتكلفة (1300) مليون دولار، فهذه الأرقام المتاحة والمحسوسة فكيف أرقام تكاليف العلاج والحرائق وانخفاض الإنتاجية والوفيات وأنشطة مكافحة التدخين، ولقد قدر البنك الدولي تكاليف ما ينفقه العالم من استنزاف اقتصادي له علاقة بالتبغ بما يعادل (200) مليار دولار سنوياً وبهذا يكون نصيب دول المجلس من هذه الخسائر التقديرية حوالي (800) مليون دولار سنوياً عدا تكاليف شراء التبغ. وأضاف ان شركات التبغ وممثليها في دول المجلس تصرف مبالغ طائلة على الإعلان والدعاية والتسويق وتقوم إحدى الشركات الرئيسية في العالم بانفاق حوالي (10) ملايين دولار سنوياً للدعاية والإعلان في منطقة الخليج كان نصيب دولة الكويت منها 3,9 ملايين دولار والسعودية 3,4 ملايين دولار وعمان 0,5 مليون دولار وتعتبر هذه الشركة في أعلى قائمة المعلنين انفاقاً على الدعاية والإعلان في دول المجلس. وقال ان شعار اليوم العالمي للتدخين لهذا العام 2005م يهتم بدور المهنيين الصحيين في مكافحة التبغ. وأضاف انه من الطبيعي ان يأتي شعار هذا العام ليتناول دور أصحاب المهن الطبية والصحية في مكافحة التبغ من أطباء وصيادلة، وأطباء أسنان، وأطباء بيطريين، وتمريضيين وأطباء العلاج الطبيعي، والقابلات وغيرهم من الفئات الطبية المساعدة..، فهذه الفئة على درجة كبيرة من الالتقاء بكافة فئات السكان بحكم عملها، وتستقطب ثقتهم ويسمع لها ويمكنها الإقناع بصورة مؤثرة بمضار التدخين وأهمية الإقلاع عنه، إضافة إلى ذلك فإن هذه الفئة أيضاً بحكم ظهورها في الإعلام، ولكونها من القادة المؤثرين في المجتمع يمكنها أن تلعب دوراً هاماً في مكافحة التبغ بما لها من انتشار واسع، وبما يزيد هذا الدور أهمية أن المهنيين الصحيين يمكنهم كذلك أن يساعدوا في المساعدة على الإقلاع عن التدخين سواء بالنصح والإرشاد أو المشاركة العملية في ذلك بحكم عملهم في القطاع الصحي ومن ناحية أخرى فإن المهنيين الصحيين يمكنهم أن يساهموا في صياغة السياسات الوطنية المتعلقة بمكافحة التبغ وذلك بشتى السبل.