ان انخفاض كمية الماء في جسم الإنسان تعرض الجسم الى انخفاض حجم الدم وازدياد طفيف في محتوى الملح، وانخفاض افراز اللعاب، وتحدث هذه العمليات تغيرات هرمونية وكيميائية تؤدي الى احساس الانسان بالعطش والذي يمكن اطفاؤه بسرعة بشرب الماء او اي سائل آخر، وحتى يتم ذلك تقوم الكليتان بالحفاظ على الماء عن طريق ارجاع المزيد منه الى مجرى الدم مما يؤدي الى تركيز البول مما يؤدي الى خطر الاصابة بحصى الكليتين والمثانة. لقد لوحظ ان الشعور بالعطش يخف تدريجياً مع التقدم في السن، ولذا يجب على كبار السن أن يشربوا الماء بشكل مستمر حتى ولو لم يشعروا بالعطش، ويتأخر الاحساس به عند احتياج الجسم الفعلي للماء خلال ممارسة الرياضة الشديدة او عندما يكون الجو حارا ورطبا جدا، ففي الوقت الذي تشعر فيه بالعطش يكون جسمك قد اصيب بالجفاف سلفاً وللوقاية من الجفاف في مثل هذه الظروف اشرب الماء والسوائل الأخرى بانتظام وعندما تشرب كميات من السوائل تفوق احتياج جسمك فإن الكليتين تتخلصان من الفائض لزيادة ادرار البول. اما عند شرب كميات كبيرة جداً من السوائل تفوق ما يمكن للكلى ان تتحمله فإن الفائض او الزائد يقع على عاتق الخلايا ويمكن أن يؤدي ذلك في الحالات الشديدة الى التسمم بالماء واختلال خطير في التوازن الكيميائي في الجسم والذي يؤدي الى التشنجات او الاغماء وربما الموت.. وغالباً ما يحدث مثل هذا الاستهلاك المفرط للماء بسبب الاصابة بمرض نفسي والذي يعرف بالسهاف النفسي المنشأ Psychogenic Polydipsia ولكنه يظهر ايضاً عند الاشخاص الذين يعانون من اصابات شديدة في الرأس او المصابين بأورام في الرئة، كما يصيب متبعي الحميات السريعة الخاصة بانقاص الوزن والتي تحتاج الى شرب كميات كبيرة من السوائل.