وقف وفد سعودي ألماني مشترك أمس على أرض المدينة الصناعية في سدير، واطلعوا خلال هذه الزيارة على الموقع الذي تعتزم الغرفة التجارية الصناعية بالرياض تخصيصه لتشييد كلية تطبيقية بالتعاون مع الخبرة الألمانية. وضم الوفد من جانب غرفة الرياض المهندس سعد بن إبراهيم المعجل نائب رئيس مجلس إدارة لغرفة، والأستاذ فهد المعمر عضو مجلس الإدارة، والأمين العام للغرفة الأستاذ حسين بن عبدالرحمن العذل والمهندس عبدالله السيف أمين عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية، وضم الوفد الألماني الذي تقدمه السفير الألماني غيرهارد انيفر عدداً من الأكاديميين في جامعة بريمن الألمانية. وقام أعضاء من الجانبين في ختام الجولة بغرس شجرة في موقع المدينة الذي سيتم فيه إنشاء مقر لكلية إيذاناً ببدء الخطوات العملية لإنشاء الكلية، حيث أبدى الجانبان سعادتهما بهذا الحدث الذي يمثل علامة مضيئة، ويكون لها نتائجها في تعزيز الحركة العملية وتقوية النهضة التنموية في منطقة الرياض. وتحدث في هذه المناسبة الأستاذ فهد المعمر فأكد أهمية هذا المشروع التثقيفي التنويري الذي سيسهم في بناء وتطوير الإنسان السعودي ويتيح لشبابنا فرصة التعرف على العلوم التقنية التطبيقية، مما يسهم في تخرج كوادر فنية مؤهلة تمزج بين التعليم النظري والتعليم الفني والتطبيقي، والتي ستستفيد من المصانع والورش التي ستقام في المدينة. من جهته أعرب الأستاذ حسين بن عبدالرحمن العذل عن سعادته الغامرة بهذا المشروع الأكاديمي الحضاري، والذي يسجل لرجال الأعمال في منطقة الرياض، ليس فقط لأنهم تنبوا إنشاء المشروع، ولكن لأنهم اعتمدوا فلسفة مميزة ما أحوجنا إلى تكرارها والتوسع فيها، وهي إقامة الكلية، في أحضان مدينة صناعية يخطط لها أن تكون من أكبر المدن الصناعية في المنطقة. وأضاف أن من المهم أن يتكامل التعليم النظري مع التعليم التطبيقي والفني، وهو ما يشكل بيئة مميزة وملائمة أمام الطالب، مما يمكن الكلية من تخريج كوادر على أعلى مستوى من التأهيل والكفاءة ربما نفتقد كثيراً لهذا النوع من الكوادر، مؤكداً أنه سيكون للمشروع مردود حضاري وإنساني كبير. ونوه العذل بتعاون غرفة المجمعة وسكان محافظة سدير مع غرفة الرياض لتذليل كافة الصعاب التي يمكن أن تواجه المشروع، وقال إن المشروع سيخدم المنطقة وكل المناطق القريبة منها، وأوضح أن فكرة الكلية رؤي أهمية اخراجها من زحام العاصمة والمدن الكبرى لنقيم مجتمعاً ناهضاً في محافظة سدير ونُسهم في عكس الظاهرة السلبية المتعلقة بهجرة أبناء الريف والمحافظات إلى الرياض والمدن الكبيرة، وقال إننا بهذا المشروع وبمثله نستطيع أن ننهض بالمحافظات والريف ونوقف الهجرة للمدن. من جانبه استحسن المهندس عبدالله السيف فكرة إنشاء الكلية على أرض المدينة الصناعية بسدير، وقال إنها فكرة مميزة تحقق فوائد ومنافع مزدوجة وهي كما ستستفيد من المصانع والورش بالمدينة فإنها كذلك ستعطي مردوداً للمدينة ولمصانعها من خلال تخريج الكوادر الفنية المؤهلة التي ستحمل على كواهلها إدارة وتشغيل هذه المصانع. ومن جهته عبر السفير الألماني عن سعادته بالتعاون بين الجانبين السعودي والألماني لانجاز هذا المشروع الطموح، واعتبره نموذجاً للتعاون المثمر والبناء بين المملكة وألمانيا لتحقيق المنفعة المشتركة، مؤكداً استعداد ألمانيا لتقديم كافة أشكال الدعم والعون الأكاديمي والفني للمملكة، بما يسهم في تحقيق أهداف النهوض والتنمية التي تتسارع خطواتها في كافة أرجاء المملكة. ورحب السفير الألماني بالشباب السعودي الراغب في الالتحاق بالجامعات الألمانية، وقال إننا مستعدون لاستقبال الطلاب للدراسة، كما أكد استعداد بلاده لتطوير وتعزيز التعاون مع المملكة في مختلف المجالات العلمية والتقنية. من جهته عبر عبدالله الربيعة وكل محافظ محافظة المجمعة الذي رافق الوفد في الجولة عن سعادته البالغة بهذا المشروع الحضاري المرتقب، وقال إنه سوف يكون له ثماره اليانعة لأهالي محافظة الجمعة والمحافظات المجاورة، ووجه الشكر لرجال الأعمال في منطقة الرياض، وغرفة الرياض لتبنيهم إنشاء هذا المشروع الطموح، وقال إن محافظة المجمعة ستقدم كل التسهيلات والدعم لهذا المشروع. من جانبه عبر الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عن سعادته بهذا المشروع وقال في تصريح بهذه المناسبة إن الغرفة ورجال الأعمال في الرياض استشعاراً منهم بأهمية الدور الملقى على عاتقهم لخدمة الوطن الغالي والنهوض بالمجتمع تبنوا إقامة هذا المشروع الذي ينهض بالإنسان السعودي ويقدم إليه العلم التقني والمناهج من واحدة من أعرق الدول صناعة وتعليماً وحضارة وهي ألمانيا. وعن أسباب توجه الغرفة إلى إنشاء هذه الكلية قال الأستاذ فهد المعمر إن الغرفة رأت بعد دراسات مستفيضة أن تقوم بإنشاء مشروع كلية تطبيقية تستفيد من المصانع والورش القائمة وتسهم في توفير الكفاءات السعودية المتخصصة والمؤهلة والقادرة على تلبية احتياجات هذه المصانع والتي غالباً ما تعتمد على العمالة الوافدة. وأضاف المعمر أنه استقر الرأي على أن تقام الكلية على أرض المدينة الصناعية في سدير بحيث تستفيد من البيئة الصناعية الخصبة التي توفرها المدينة، وتمكن الطلاب الدارسين من التطبيق العملي للمناهج النظرية في المصانع والورش التابعة للمدينة، وكذلك بالنسبة للمتدربين في الدورات التدريبية القصيرة والطويلة وأيضاً الدبلوم الذي ستتولى الكلية تنظيمها بجانب مؤهل البكالوريوس والدراسات العليا التي ستقدمها الكلية في المجالات الصناعية والتطبيقية. وأضاف أن فكرة إنشاء الكلية انبثقت في الأساس من رغبة الغرفة في تطوير وتحويل مركز التدريب التابع للغرفة إلى كلية متخصصة في المجالات التدريبية والتطبيقية، لكن الآراء اتجهت لإنشاء الكلية والاستعانة بالخبرة الألمانية المتطورة في هذا الجانب مع الإبقاء على المركز واستمرار أداء دوره في زيادة ورفع المستويات التدريبية والتأهيلية وتنمية الموارد البشرية سواء للعاملين أو لخريجي الثانوية والدبلومات. ولم يستعبد المعمر أن تتحول الكلية في مرحلة لاحقة بعد تثبيت أركانها إلى جامعة بحيث تتوسع في التخصصات واستيعاب الطلاب، لتخرج كفاءات وكوادر متخصصة وعلى أعلى مستوى من التقنية والعلوم التطبيقية التي تسد حاجة السوق المحلية إليها، لكنه قال إن أمر التحويل إلى الجامعة هو متروك لسير لعمل بالكلية ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها، وأن تكون هناك الأسباب الموضوعية لتحقيق ذلك. لكن المعمر عبر عن ترحيبه الشخصي بالفكرة الطموحة وقال ينبغي أن يكون لدينا طموح لأهداف أبعد وأكبر بما يقلص الفجوة بين الامكانات والاحتياجات وبين مستوى الخريجين وتخصصاتهم وما يجب أن يكون لدينا من مستويات أعلى من الخريجين وذوي الكفاءة الأكبر والخبرات الأمهر. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأكاديمي الألماني خلال زيارته للمملكة مع وزير الصناعة والتجارة والتعليم العالي، ويزور جامعة الملك سعود بالرياض ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.