نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر بتاريخ 26/4/1432، دراسة قامت بها جامعة كولومبيا ملخص الدراسة أن الألم الناتج من انهيار العلاقات العاطفية والألم العاطفي يسبب نشاطاً في دماغ الفرد شبيهاً بنشاط الدماغ وقت تعرض الفرد لألم جسدي. أي أنه يجب عدم تجاهل الألم العاطفي وتعبير الناس عن شكواهم النفسية كما يقول ُمعد الدراسة. من الملاحظ أنه في العقود الأخيرة بدأت تتزايد الدراسات والأبحاث حول تأثير حياة الإنسان العاطفية وعلاقاته الاجتماعية على صحته النفسية وأيضا الجسدية. بل تزايدت المطالبة بتبني ما يسمى بالمنحى التكاملي في تفسير الأمراض الجسدية. وهو توجه حديث نسبياً في الطب، يرفض النظرة للأمراض من الناحية الجسدية أو البايولوجية فقط. بل لا بد أن ُينظر للفرد من جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية. يبدو أن الطرح السابق له جذوره منذ القدم.. ولعل في التعبيرات العامية من قبيل ..فلان انكسر قلبه..هذه مصيبة تقصم الظهر..الخ. ما يدل على وعي العامة بأثر العوامل النفسية على صحة الإنسان. وإن شئنا الدقة فهناك قائمة طويلة من الأمراض التي تعارف الأطباء على تسميتها بالأمراض النفس جسمية أو السيكسوماتية..كالقرحة والقولون والربو والتهابات الجلد وضغط الدم واعتلال القلب وغيرها من الأمراض، التي يعتقد الأطباء أنها تنشأ من المشكلات العاطفية والانفعالية. وحتى الحيوانات كذلك تتأثر عاطفياً. ففي دراسة وجدت أن الفئران التي انفصلت عن أمها باكرا، عانت من ضعف جهاز المناعة واضطرب عمل القلب لديها!!. كما وجدت الدراسات أن الاضطرابات والصراعات الزوجية ارتبطت بتغير سلبي في جهاز المناعة. أيضاً وجدت نتائج مشابهة لدى النساء اللاتي تعرضن للطلاق والانفصال وأيضا لم يسلم الرجال من هكذا تأثيرات!!. المؤلم لدينا في المجتمع أننا كثيرا ما نتجاهل الألم العاطفي أو نستخف به ونقلل من أهميته!. بل قد تمارس علينا الضغوط لكبت الألم العاطفي وعدم التعبير عنه. وفي النهاية يتعمق الألم في الداخل وفعلاً قد يكسر القلب!. ولا أنسى أن تدهور الصحة الجسدية لا يقتصر على الانفصال أو توتر العلاقات الشخصية فقط. فمن ناحية أخرى.. حتى الأشخاص الذين يعانون من غياب معاني الحب في حياتهم أو يفتقدون لمن يعبروا له عن عواطفهم فإن صحتهم الجسدية تتدهور كذلك!!. لا أنسى ما تقوله كاتبة أمريكية في هذا الصدد، إذ تقول «ليس الحب الذي لا تلقاه هو أصعب ما في الأمر، لكنه الحب الذي تتوق إلى تقديمه! ولا يريده أحد! وبعد فترة يعود إلى جسمك كالمياه الراكدة فيصبح ساماً، ويسمم روحك وجسدك!». ختاما ربما قد نستطيع الآن أن نقول لأحدهم قل لي كيف هي حياتك العاطفية ..أقُل لك كيف ستكون صحتك!!. أو لا تستغرب عزيزي القارىء إن سألك الطبيب مستقبلاً عن شؤون قلبك وأشجانه..لمَ لا؟ وهي فعلا قد تكسر القلب!.