سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة يابانية: 83٪ من مرضى سرطان المثانة المتقدم والنقيلي يستجيبون للعلاج بمزيج الكيميائيات الجديدة ينتشر في مصر والسعودية وأسبابه تعود إلى البلهارسيا والتدخين وعوامل بيئية
إن سرطان المثانة من الأورام المنتشرة بنسبة عالية جداً في دولة مصر العربية وفي المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى. اسبابها تعود الى مرض «البلهرزيا» والتدخين وعوامل جينية وعرقية وبيئوية. وقد عرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية الذي عقد مؤخراً، عدة مقالات واطروحات عالمية حول تشخيصه ومتابعته ومعالجته في جميع مراحله السطحية منها والارتشاحية والنقيلة. فسنحاول في هذه المقالة ابراز آخر المبتكرات والمستجدات بالنسبة الى معالجته كما وردت في ابرز تلك الاطروحات العالمية. ففي دراسة يابانية قام بها الدكتور «شينوهارا» وزملاؤه على 18 مريضاً مصابين بسرطان المثانة المتقدم والنقيلي الذين لم يستجيبوا للعلاج الكيميائي المحتوي على عقار «سيسبلاتينوم» كان تجاوبهم لمزيج الكيميائيات الجديدة «باكليتاكسل» و«ايفوسفاميد» ونيدابلاتين» ايجابياً في حوالي 83٪ من تلك الحالات مع استجابة كاملة في 3 منها وجزئية في 11 حالة مع معدل البقاء على قيد الحياة بإذن الله، 17 شهراً تقريباً بنسبة حوالي 59٪ للسنة الاولى و49٪ للسنة الثانية مما يبشر بفعالية هذا العلاج الجديد في الكثير من تلك الحالات الميؤوسة والمستعصية. وقام فريق فرنسي بدراسة شاملة على 909 مرضى تعرضوا لاستئصال جراحي كامل للمثانة المصابة بسرطان البروستاتا الممتد الى العضل مع خلق مثانة جديدة بين الامعاء او تحويل البول عبر قطعة من الامعاء الى الجلد وبرهنوا ان معظم هؤلاء المرضى يتكيفون ويرضون بنتيجة تلك العمليات الجراحية مع المحافظة على جودة حياتهم خصوصاً اذا ما استوعبوا التغييرات المرتقبة في نمط حياتهم بعد العملية وتقبلوها واذا ما نجح تحويل البول بدون اي مضاعفات او تأثير على نشاطاتهم اليومية. وفي حال الاصابة بسرطان المثانة مع انتشاره الى الغدد اللمفية في الحوض الذي يترابط عادة بنتائج سيئة مهما كان العلاج فقد اظهرت دراسة قام بها الدكتور «ثالمان» وزملاؤه من سويسرا ان استئصال دقيق وشامل لتلك الغدد في 124 حالة ادى الى شفاء حوالي 30٪ من هؤلاء المرضى خصوصاً اذا لم يمتد السرطان عبر محفظة تلك الغدد اللمفية حتى اذا ما كان طوره وشدة خبثه مرتفعين، فذلك يبرز لاول مرة فائدة استئصال تلك الغدد المصابة به اذا ما استئصلت كاملاً وبطريقة شاملة. واما في حال امتداد السرطان عبر عضلات المثانة الى غشائها الخارجي فإن المعالجة الكيميائية قد تفيد في بعض تلك الحالات الى القضاء على هذا الورم سريرياً مع نتائج مشجعة اذا ما استئصلت المثانة بعد هذا العلاج كما ابرزته دراسة قام بها الدكتور «شريف» ومعاونه من البلاد النرويجية على 424 مريضاً مع ظهور سرطان محصور في المثانة في 62٪ من تلك الحالات عند فحص المثانة المستأصلة جراحياً. واما بالنسبة الى استئصال المثانة الكامل مع خلق مثانة جديدة من الامعاء عند النساء فقد اظهر فريق ايطالي في اختباراته على 51 امرأة توبعت لمدة حوالي 5 سنوات بعد العملية ان نسبة المضاعفات الخطيرة كانت حوالي 4٪ ومن اهمها انسداد الامعاء والناسور بين المثانة والمهبل وارتفاع معدل الحموضة في الدم مع تقدم المرض وانتشاره في 14٪ ونسبة الوفاة بسببه في 12٪ من تلك الحالات. وكان معدل السلس البولي 27٪ تقريباً وحوالي 14٪ من تلك النساء اصيب بالاحتباس البولي المزمن مع ضرورة قثطرة المثانة يومياً مما يؤكد فعالية وسلامة تلك العملية الجراحية في تلك الحالات مع المحافظة على جودة حياتهن. رغم ان العلاج المألوف والمتبع عالمياً لسرطان المثانة الممتد إلى عضلاتها يرتكز على استئصالها الجراحي الكامل إلا ان فريقاً من الأخصائيين من اسبانيا بقيادة الدكتور «سلسونا» استعملوا استئصال الورم بمنظار القطع فقط وتابعوا حوالي 92 مريضاً لمدة 15 سنة من العملية فاظهروا أن 86٪ منهم توفوا في غضون تلك المدة وان 63٪ أصيبوا بمعاودة الورم اما سطحياً في 50٪ من تلك الحالات أو مع الامتداد العضلي في النصف الباقي.. وأما نسبة الوفاة نتيجة الورم فكانت في حدود 23٪ مع الحفاظ على المثانة في حوالي 70٪ من تلك الحالات.. وقد أبرزت تلك الدراسة أن استئصال السرطان بمنظار القطع لبعض المرضى المختارين بدقة والذين قد لا يتحملون الجراحة الاستئصالية الكاملة لأسباب طبية كانت مشجعة رغم أن ولكن معاودة الورم لديهم كانت مرتفعة وتتطلبت متابعة دورية وتنظير المثانة واستئصال الأورام التي قد تظهر فيها على المدى الطويل.. وفي مقارنة للعلاجين المألوفين لسرطان المثانة المتقدم والممتد في عضلاتها وهما الاستئصال الجراحي الكامل أو المعالجة الكيميائية وبالأشعة فقد أظهرت دراسة روسية قام بها الدكتور «فالفيف» وزملاؤه على 386 مريضاً عولجوا بإحدى تلك الوسائل مناصفة أي في حوالي 50٪ لكل منهم أن رجوع المرض مع انتشاره حصل في حوالي 25٪ من العلاج غير الجراحي بينما انه لم يتعد 3٪ للانتشار خارج المثانة للغدد اللمفية أو لأعضاء أخرى بعد العلاج الجراحي.. وأما بالنسبة إلى البقاء على قيد الحياة بإذن الله، فلم تختلف بين العلاجين على المدى الطويل مما يوحي انه من الممكن استعمال المعالجة الكيميائية وبالأشعة على بعض تلك الحالات مع الحفاظ على المثانة إذا ما تم اختيارهم بدقة وتوبعوا دورياً، كما أكدته دراسة أخرى من اسبانيا على 118 مريضاً.