قالت مصادر بارزة من الاتحاد الأوروبي الجمعة إن ايطاليا وافقت تحت ضغط كبير من أسواق المال ونظرائها في أوروبا على أن يراقب صندوق النقد الدولي التقدم الذي تحرزه في إصلاحات تأخرت طويلا لقطاع المعاشات وسوق العمل والخصخصة. ووافق رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي توشك حكومته على الانهيار على هذه الخطوة في محادثات جرت في وقت متأخر من مساء الخميس مع زعماء منطقة اليورو والرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في كان. وجاءت الخطوة بعد ان دفع انذار أوروبي اليونان للتراجع عن استفتاء كان من شأنه ان يثير خروجها من منطقة اليورو والموافقة على العمل على حشد تأييد وطني لخطة انقاذ جديدة بقيمة 130 مليار يورو (178 مليار دولار). وعلى العكس قال دبلوماسيون إن المحادثات مع إيطاليا كانت سلسة ، وقدر برلسكوني فداحة الوضع وشارك بحماس في المحادثات ، وقال مصدر أوروبي "نحتاج للتأكد من مصداقية المستويات المستهدفة الإيطالية - ومن انها ستلتزم بتحقيقها. قررنا ان نشرك صندوق النقد الدولي في المراقبة باستخدام مناهجه الخاصة والايطاليون يقولون انهم يمكنهم تقبل ذلك." وأضاف "ايطاليا لا تجد غضاضة في المراقبة على الإطلاق حتى بمشاركة صندوق النقد الدولي." وتابع أن كلا من المفوضية الأوروبية وصندوق النقد سيرفع تقريرا عن مدى نجاح ايطاليا في الوفاء بالمستويات المستهدفة. برلسكوني وبحث زعماء فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي مع أوباما كذلك سبل تعزيز صندوق الانقاذ التابع لصندوق النقد الدولي لضمان عدم انتقال أزمة الديون إلى بقية دول منطقة اليورو ما من شانه إعادة الاقتصاد العاليم إلى حالة كساد. وقال مصدر من مجموعة العشرين إنه لم يتم الاتفاق على مبلغ معين لكن الزيادة في موارد الصندوق التي ستأتي أساسا من الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل الصين من المتوقع ان تتراوح بين 300 مليار و350 مليار دولار. وجاء تنازل برلسكوني كمحاولة لدعم مكانة بلاده في اسواق السندات حيث ارتفعت تكاليف اقتراضها لأكثر من ستة بالمئة هذا الاسبوع ما أثار شكوك بشأن قدرتها على المدى الطويل على التعامل مع ديون بنسبة 120 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. ومما يؤكد مشاكل ايطاليا أن مسحين للشركات هذا الأسبوع اظهرا انزلاق ايطاليا إلى حالة ركود. ونفى مسؤول ايطالي ان تكون ايطاليا قد اختيرت بمفردها لفرض مراقبة خاصة عليها وقال إن منطقة اليورو كاملة ستكون تحت رقابة دقيقة. غير انه أكد ان روما مستعدة لطلب النصح من صندوق النقد الدولي فيما يتعلق بتنفيذ التزاماتها التي قطعتها أمام زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن إصلاحات محددة يوم 27 أكتوبر تشرين الأول. وسيحاول زعماء مجموعة العشرين تجاوز مأساة اليونان التي خيمت على اجتماعهم السنوي والاتفاق على اجراءات من شأنها اقناع الأسواق بان مخاطر انتقال عدوى أزمة الديون قد هدأت. غير أن هيمنة المشكلة اليونانية على آخر اجتماع للمجموعة تحت رئاسة فرنسا سحق آمال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تحقيق اي انفراجة في اللحظة الأخيرة بشأن أهداف سابقة مثل إعادة النظر في النظام النقدي العالمي. واظهرت مسودة البيان الختامي للقمة التي أطلعت رويترز عليها ان مجموعة العشرين تدرس اقتراحا من صندوق النقد بفتح تسهيل قصير الأجل لمساعدة الدول التي تتعرض لصدمات اقتصادية كبيرة. في ركن بعيد.. اجتماع امريكي الماني براون شارد الذهن متظاهرون يفترشون الأرض مجموعة من المتظاهرين