أقام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء الاثنين الماضي محاضرة حول العلاقات العربية - الصينية ألقاها الأستاذ الدكتور تشووي ليه وأدار حوارها الدكتور عبدالعزيز بن سلمة حيث ذكر بأن العلاقات العربية -- الصينية تبدو غير واضحة إبان الاستعمار الذي اجتاح كل من الطرفين غير أن هذه العلاقة قد تطورت وظهرت بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية حيث تتابع التعاون الصيني - العربي مع كافة الدول العربية بسبب رعاية قيادات الدول العربية للمصالح المشتركة. وقد أوضح الدكتور تشو بأن مظاهر التعاون بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبحت على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية وفي العلوم والتكنولوجيا. وأضاف بأن هذه العلاقات تواجه تهديدين في الوقت الحالي الأول هو الإرهاب الدولي والثاني نزعة الهيمنة (أحادية الجانب) لذا بدأت الصين والدول العربية تتجه للتكيف للمصلحة المشتركة لمواجهة هذه التحديات، وذكر بأن قيام منتدى التعاون الصيني - العربي الذي أعلن قيامه رئيس دولة الصين، وعقد مؤتمر رجال الأعمال الصيني - العربي في بكين جعل هذه العلاقة تتجه نحو مستقبل أفضل. وذكر أيضاً بأن تعزيز التعاون الصيني - العربي أمر طبيعي بل ضروري ومنطقي لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية حيث بيَّن بأن التبادل الثقافي مبني على التفاهم والتكامل حيث شهد توسعاً ملحوظاً بين القطبين رغم تزايد الضغوط الأجنبية حيث اهتمت الصين منذ تأسيسها بإنشاء أقسام في الجامعات وصل اليوم إلى أربع عشرة جامعة لتدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية حيث شهدت الترجمة إلى اللغة الصينية ازدهاراً بشكل كبير من حيث النوع والكم في الأدب والفكر الديني وكذلك التاريخ. وفي المقابل نجد أن كثيراً من كبار الإعلاميين والمفكرين العرب كتبوا مقالات كثيرة وألفوا الكتب حول مشاهداتهم للصين، واختتم الدكتور تشووي ليه محاضرته بقوله إن العلاقات العربية - الصينية تتمتع بأسس قوية سياسياً واقتصادياً وثقافياً حيث نتماثل في الحضارة العريقة وتاريخ طويل من المعاني السامية ونتشابه في المواقف من قضية صدام الحضارات والعمل على حماية تعددية الحضارة الإنسانية.