إن الحديث عن الأمير سلطان بن عبد العزيز مسؤولية وأمانة بحجم إنجازاته ووطنيته، وله أبعاد إنسانية واخلاقية. لم يكن دوره يوماً ما "يرحمه الله" مقتصراً على وظيفة أو مجال عمل أو حدود وطن، بل كان عضيد قيادة وقلب إنسان، نال ثقة المؤسس باكراً فكانت بداية العطاء لتاريخه الكبير، عرفته الإمارة حازماً في الحق وعرفته الوزارة مبدعاً في العمل، وعرفه العالم محباً للإنسان والسلام. لن أنسى ذلك اليوم الذي حظيت فيه بشرف لقائه عندما كنت أعمل في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وذلك ضمن وفد بمعية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظة الله، وما أن استقبلنا إلا ولمست كغيري حب هذا الرجل للناس فكان متواضعاً مرحباً مبتسماً، كان مجلسه مكتظاً بأعداد كبيرة من المواطنين مختلفي الطبقات والأعراق، ولم يخرج أي من الحضور إلا والابتسامة تملأ محياه عندها أيقنت أننا أمام شخصية استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة ولها تأثير عميق يبقى في نفس كل من يقابله، يجمع بين الجد واللين، والحزم والرحمة، ولا تغيب الابتسامة عن وجهه، فبادرنا يرحمه الله بالتبرع بمبلغ عشرة ملايين ريال كدعم للأبحاث العلمية التي ينفذها المركز، مما يؤكد حرصة على دعم العلم الذي ينفع الناس. كما أن سموه رحمه الله رجل الخير والعطاء، يشعر دائماً في قرارة نفسه بالتقصير إذا لم يقدم المساعدة والخير لمحتاجيه، وصفه الأمير سلمان بن عبد العزيز: «بمؤسسة خيرية تمشي على الأرض»، وذلك لاعتبارات تتعلق بنشاطاته الخيرية في الداخل والخارج، والشاهد على ذلك ما قدم يرحمه الله من منجزات وسياسات وكراسي بحث علمي ومشاريع تنمية مستدامة وينابيع خير دائمة استفاد منها ولمس نفعها القاصي والداني، فسلطان بن عبدالعزيز يرمز إلى خيرية هذا الوطن وإنسانيته. فإلى جنات النعيم والفردوس الأعلى يا أبا خالد.