هشاشة العظام مرض يؤدي إلى نقص كمي في كثافة العظم وتدهور نوعي في جودة وتماسك العظام ومن ثم تقل نسبة المقاومة للكسور، مما يؤدي إلى تعرض العظم للكسر جراء اصابات طفيفة لا تؤدي عادة إلى كسور. وهو مرض ضمن الأمراض المنتشرة في العالم حيث أن واحدة من كل ثلاث نساء ورجلا من كل خمسة رجال ممن بلغوا سن الخمسين سيعانون من كسور مرتبطة بالهشاشة في السنوات المتبقية من حياتهم، وهنا سنتكلم عن السبل المختلفة للوقاية من الهشاشة وخصوصاً عن طريق الرياضة فالوقاية دائماً خير من العلاج. ثبت علميا وفي عدة دراسات أن الرياضة وخصوصاً رياضات تحمل الجسم (مثل الجري ولعب السلة) تسهم وبشكل فعال في المحافظة على كثافة العظم، ففي دراسة أجريت على رياضيين في سن المراهقة بين 12-18 سنة وجد أن الرياضيين الممارسين لرياضات تحمل الجسم، كثافة العظم لديهم أعلى من أولئك الذين لا يمارسون هذا النوع الرياضات، وفي دراسة أخرى أجريت في فانكوفر - كندا عن برنامج رياضي يستخدم القفز كعامل أساسي في البرنامج بواقع 3 مرات في الاسبوع لمدة سبعة أشهر، وجد أن كثافة العظم ازدادت في طلاب المدارس جراء الرياضة، وهنا لابد من الاشارة إلى أن الافراط في ممارسة الرياضة وخصوصاً لدى الفتيات في سن المراهقة قد يؤدي إلى حالة مرضية تسمى (متلازمة الفتيات الرياضيات) وما يصاحب ذلك من نقص شديد في الأنسجة الدهنية اضافة إلى انقطاع في الدورة الشهرية مع اعتلالات الأكل، تلك المتلازمة تؤثر سلبا على صحة العظام وفي أحيان كثيرة تؤدي لنقص كثافة العظم. أما البرنامج الرياضي الذي يوصى به للوقاية من هشاشة العظام فهو: 1- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل 3 مرات في الاسبوع. 2- الابتداء بعشر دقائق من الرياضات السهلة والمحببة للشخص وزيادتها مع الوقت للوصول للنسبة المطلوبة فذلك يضفي عامل المتعة بالرياضة ويجعلها كعادة وجزء لا يتجزأ من الروتين اليومي. 3- الرياضات التي ينصح بها تشمل الجري، كرة السلة، أو المشي مع الأخذ في الاعتبار استخدام اثقال خفيفة في اليدين اثناء المشي وفي حال تعذر ذلك، استخدم علبة المياه في كل ذراع. 4- بالنسبة للكبار في السن الذين يعانون من هشاشة العظام يفضل اضافة تمارين التوازن وذلك لحمايتهم من السقوط الذي قد يؤدي إلى كسور لا سمح الله. ولو أن النصيحة الأكبر هي القيام باستشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي، وذلك لضمان أفضل النتائج والبعد عن المحاذير والمعوقات. إن الرياضة عامل مهم جداً في الوقاية من هشاشة العظام وفي الحد من أعراضة أو مضاعفاته ولكن يجب التنويه على أهمية التغذية المتوازنة والسليمة، والتي تحتوي على كميات كافية من الكالسيوم وفيتلمين د والتعرض للشمس باعتدال، اضافة إلى ترك العادات السيئة كالتدخين وتعاطي الكحول، والتخلص من عادات الكسل وقلة النشاط الجسماني التي يتميز بها مجتمعنا. * طب العائلة والطب الرياضي