قبل سنوات اشتهر فيلم مصري بعنوان «اضحك الصورة تطلع حلوة» حيث كان الاسم ومغزاه سببا رئيسيا في شهرة هذا الفيلم من وجهة نظري، ومع السنوات الأخيرة وفي ظل التطور التقني الذي اجتاح العالم، وخصوصا توفر الصورة الثابتة او المتحركة العالية الجودة في يد الكثيرين منا من خلال جوالاتهم، اصبحت الصورة أقوى وأبلغ وأكثر تأثيرا، بعد ان مرت علينا تجربة طريفة بطريقة اخفاء الجوال ابو كاميرا في المطارات وكأننا نحمل لا سمح الله موادَّ محظورة، فكيف سيكون حالنا لو استمر مثل ذلك القرار الطريف!. هنا بدأت الكلام بضرورة الضحك او الابتسامة على اقل تقدير امام الكاميرا، لأن الصورة لا بد أن تكون حلوة، فلا يوجد بشر عادي يحب أن تكون صورة عكس ذلك، ففلسفة الصورة امر معقد ومهما حاولنا فلن نرضى دون صورة حلوة، هنا الصورة الفوتوغرافية أو الثابتة، فما بالنا بالمتحركة أو الفيديو كما نسميها مجازاً، هل تذكرون مقطع تصوير امين منطقة عسير، طبعا تذكرونه لأن أخبار هذا المقطع القصير جداً غطت على أخبار ربيع الثورات العربية، وأصبح التداول والحديث حول هذه الدقائق أضخم من الانطباع الذي سجلته بصدق الكاميرا لمسئول يتخاطب مع مواطن غلبان!. على العكس تماماً انتشر أيضاً مقطع قصير جداً ومؤثر لطريقة تعامل معالي الأستاذ خالد التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين مع المراجعين، منظر الفيديو بدون مبالغة أو تأويلات مؤثر جداً، التويجري بكل بساطة وعفوية يجلس على الأرض ليستمع لرجل معاق على عربته، التصوير عفوي وغير محترف، المنظر بصراحة رائع، وتقبيله لرأس احد كبار السن في لقطة أخرى، يزيد من تأثرنا بما رأينا من تعامل أخلاقي ومتواضع من رجل كخالد التويجري، الأمر لا يحتاج لديباجات من الكلام المنمق أو المديح المفتعل، الأمر واضح، لأن الصورة بعفويتها كانت وببساطة تتحدث، لم تبالغ رغم أن تقنية التصوير لا تتعدى كاميرا جوال عادي وليست كاميرات عالية الجودة أو حتى بتقنية البعد الثالث، ولكن لماذا صمتنا أمام هذه الكاميرا الحلوة، وأصابتنا الهذرولوجيا أمام كاميرا أمين عسير غير ال»حلوة»، هنا طبيعة بشرية، ولكن من وجهة نظري أننا حتى الآن لم نستوعب جماليات صور الجوال داخل الديوان الملكي، لأنه للأسف الشديد نعاني في أحيان كثيرة من مشاهدتنا باستمرار داخل مراجعتنا في الدوائر والمؤسسات الحكومية من عقدة الصورة غير الحلوة، حتى لو لم نتمكن من نقلها عبر جوالاتنا لأسباب متعددة، وعلى النقيض ستكون الصورة أحلى لو طبقنا فلسفة ولاة الأمر لدينا من حكامنا حفظهم الله، فمجالسهم مليئة بالصور الحلوة، عكس القلة ممن لا يقدرون أن الصورة لابد أن تكون حلوة.. الصورة هنا ذات قيمة، وتحركها بتفاصيل صادقة ودون روتوشات أبلغ كلام وأصدق تعبير، نحن في زمن الإعلام الجديد، في زمن «يوتيوب واخواته»، من حرم أو حاول منع الجوال بالكاميرا عليه الآن أن يشاهد حديث كاميرا الجوال الصادقة عندما تحدثت بعفوية وصدق عن رقي وتواضع التويجري وعندما أيضاً تحدثت عن الأمين والمواطن، لن نحكي ولكن لابد أن نقول ان الصورة الأولى في الديوان الملكي كانت حلوة، أما الأخرى غير حلوة!!.