تطلب منا منسوبات وزارة التربية والتعليم في شكواهن الموجهة عن طريقي أن نجد حلاً لمشكلتهن التي أبت الوزارة أن تجد لها حلاً ! المشكلة الكبيرة التي تؤرقهن تتلخص بأن الوزارة منعتهن من أخذ إجازات استثنائية ، إذ لا يحق للمعلمة أن تأخذ إجازة بلا راتب ، مهما كانت ظروفها ، لأن الوزارة منعت – أيضا – عملية تعيين معلمات متعاقدات كبديلات والذي كان معمولاً به في السابق .. فماذا تفعل المعلمة التي تمر بظرف استثنائي ؟ إليكم مثلاً هذه الحالات .. معلمة تمر بظروف عائلية قاهرة ، أو تمر بظروف صحية سيئة ، أو تمر بمرحلة حمل صعبة ، فماذا يفعلن ؟ .. إذا كانت حالة إحداهن لا تساعدها على الوقوف والدوام والاستمرار في تدريس المادة ، والإجازة الصحية لا تحصل منها إلا على أيام معدودة ، ولو استمرت بأخذ إجازات صحية متفرقة سيكون الخاسر في هذه الحالة هو الطالبات ، إذ من سينهي لهن المنهج الدراسي ؟ المنطق يقول إن على هذه المعلمة – ومن مثلها - أن ترتاح في بيتها ، بإجازة بلا راتب ، حتى تنهي فترة ظروفها أو حملها وأمومتها وتعود بالسلامة ، وعلى الوزارة أن تعين بدلاً منها خريجة جامعية تحمل ذات المؤهل وتمنح لها نصف راتب هذه المعلمة ، وبهذه الطريقة تُحل مشكلة المعلمة ، وتُحل مشكلة منهج الطالبات ، كما أتحنا لخريجة عاطلة عن العمل مجال عمل ولو مؤقتاً ، ولاحظوا أن الوزارة هنا استفادت أيضاً حيث وفرت على نفسها النصف الثاني من راتب المعلمة الأساسية .. فلماذا لا يحدث هذا السيناريو المنطقي على أرض الواقع ؟ لماذا تعرقل الوزارة حلولاً ناجحة كهذه ؟ ومن المستفيد من هذه العرقلة ؟ ادخلوا منتديات المعلمات والمعلمين واقرؤوا معاناتهم في ظل تعطيل الإجازات الاستثنائية " بعناد وتعنت " من قبل الوزارة – حسب قولهم - ؟ حل الوزارة – المباح – الذي تنتهجه في هذه الحالة هو محاولة إيجاد معلمة و " إجبارها " على قبول الانتداب لتغطية الاحتياجات " ويظهر أن الوزارة تتهرب من مسألة تعيين بديلات - كالسابق - حتى لا تتورط ثانية في مسألة تثبيتهن "! نأمل أن تستطيع وزارة التربية والتعليم أن تكون أكثر مرونة في قوانينها وتعاملاتها مع منسوبيها ، لأننا بشر قبل كل شيء ، وظروف البشر تضعهم – أحياناً – في ظروف قاهرة تحتم على الإدارة التعامل معها وفق ما يحقق المصلحة العامة بأيسر السبل .. فهل سيتحقق ذلك قريباً ؟