حضرت مناقشة كتاب «فتنة القول بتعليم البنات» للكاتب د.عبدالله الوشمي وذلك عندما أدارت الملتقى الصديقة المبدعة منى الشدي في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. والكتاب يحكي بصورة دقيقة وجميلة ما واجهه تعليم البنات من اعتراضات وتحديات حتى جاء قرار الملك فيصل رحمه الله فوق كل هذه الأصوات التي كانت تقف ضد عجلة الزمن ومتطلباته، الجميل في الكتاب أنه طرح أفكاراً جميلة وملفتة وبذل المؤلف فيه مجهودا كبيرا لرصد المعلومات والحصول على الوثائق والمقالات في تلك الفترة التي ربما لا نعرف منها سوى أن تعليم البنات واجه معارضة وأن الملك فيصل هو الذي حسم الأمر!. يشير المؤلف إلى أنه حتى تعليم الأولاد واجه مقاومة في ذلك الوقت. وكيف أن الملك عبدالعزيز رحمه الله قاتل بكل قوة ليتعلم الأولاد برغم رفض أهاليهم وممانعتهم. يذكر المؤلف أيضا أن هناك فريقاً مؤيداً لتعليم البنات وهو الذي طلب من الملك سعود أن يفتح مدارس البنات. فإذن كان هناك مؤيدون لتعليم البنات وربما أكبر عددا من المعارضين! لولا أن هؤلاء الذين عارضوا كانوا أعلى صوتاً وكرسوا منبر المسجد للترويج لفكرتهم!. المؤلف يشير الى أن الصراع في ذلك الوقت حول موضوع تعليم البنات ليس صراعاً بين فريق متدين وغير متدين! بل في رأيه بين فريق تقليدي وفريق حداثي، فريق يحتضن ويرحب بالجديد وفريق يرعبه غير المألوف ويخيفه!!. جلست أفكر أن نفس الصراع والخلاف يتكرر اليوم وفي عصرنا الحاضر حول قضايا التحديث في مجتمعنا لا سيما ما يمس منها المرأة!!. ولكن المحتوى بالطبع يختلف فهو ليس تعليم البنات هذه المرة !على سبيل المثال لا الحصر قيادة المرأة للسيارة التي نحاربها اليوم وبشدة ويصدق عليها أن نقول (الإصابة في منع النساء من القيادة)، وسيأتي يوم فالمستقبل يكتب أحد كتابنا كتاباً يكون عنوانه «فتنة القول بقيادة المرأة للسيارة»!. ولك أن تترك فراغاً قبل كلمة الفتيات أو النساء وتضيف ما شئت كفتنة سفر المرأة..فتنة بيع المرأة للملابس الداخلية...الخ!!. ختاماً تحية تقدير للأستاذة منى الشدي التي أعطت الكتاب حقه من الشرح ونقلته للحضور بصورة دقيقة واضحة وهذا ليس بغريب عليها. كذلك لمؤلف الكتاب المبدع د.عبدالله الوشمي ولتحليله الجميل والعميق. وللأستاذة فاطمة الحسين مديرة القسم النسائي وقسم الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي رعت الملتقى وأثرت الحضور بمداخلاتها وأفكارها القيمة.