المتابع بدقة لأصداء القرار التاريخي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في كلمته التي ألقاها يوم الأحد الماضي خلال رعايته أيده الله للقاء السنوي للسنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى والمتضمن مشاركة المرأة السعودية في عضوية مجلس الشورى اعتباراً من الدورة القادمة للمجلس التي ستبدأ إن شاء الله في غرة شهر ربيع أول من عام 1434ه وفق الضوابط الشرعية.. وكذلك قراره حفظه الله بمنح المرأة السعودية حق ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية في الدورة القادمة إن شاء الله، وكذلك حقها في المشاركة في ترشيح المرشحين لعضوية هذه المجالس بضوابط شرعية!! المتابع للأصداء الإيجابية لهذين القرارين التي أبداها جميع المواطنين بكافة شرائحهم يدرك المتابع مدى حجم وأهمية مثل هذه القرارات التي تمس فئة تمثل نصف المجتمع السعودي وهي أصداء ظهرت على السطح الاجتماعي بكل صدق وبكل قوة وبكل تلقائية تلبية لمتطلبات التنمية الحاضرة والمستقبلية لهذا الوطن الغالي!! الأبعاد التي ينتظرها المجتمع من مثل هذه القرارات من المؤكد أنها تصب في مصلحة تنمية وطنية متوافقة مع متطلبات العصور القادمة التي أدرك ولي الأمر حفظه الله أنها متطلبات تحتاج إلى سرعة ( إعداد ) المجتمع السعودي لذلك المستقبل المختلف من كافة الجوانب وللتكيف مع ذلك التطور القادم ووفق رؤى مختلفة جداً عن طبيعة الحاضر!! مما حتم على جيل الوطن الحالي بقيادة ولاة الأمر حفظهم الله على سرعة العمل على إعداد خطط متوازنة ومتأنية جداً (( لصناعة تهيئة اجتماعية )) من كافة الجوانب حتى يكون الوطن والمجتمع قادراً على مسايرة ذلك المستقبل القادم نحو الوطن!! هذه (الصناعة الاجتماعية الجديدة) من المؤكد أنها صناعة تتم وتصاغ بحذر شديد... صناعة عمادها وأساسها تعاليم ديننا الحنيف قبل كل شيء ثم الخصوصية السعودية!! والمؤشرات والبوادر تؤكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتوفيق الله وبحمده استطاع وبنجاح السير بهذه ((الصناعة)) بكل اطمئنان في ذلك المستقبل!! إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أدرك بموروث القيادة وفطرة الزعامة إلى أهمية دور المرأة السعودية وواجبها في هذه التهيئة وفق ضوابط الشريعة مستنيراً حفظه الله بدور المرأة المسلمة في الإسلام بصوره المختلفة... ونحن ندرك كمسلمين أن عهد رسولنا صلى الله عليه وسلم وعهد صحابته من بعده حافل بمواقف نساء الإسلام الخالدات، وفي مقدمتهن السيدة خديجة، والسيدة عائشة، والسيدة أم سلمة، والسيدة حفصة، والسيدة جويرية بنت الحارث، السيدة زينب بنت جحش، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيى ابن أخطب "زعيم اليهود"، والسيدة نسيبة بنت كعب "أم عمارة"، والسيدة أسماء بنت أبي بكر، والسيدة صفية بنت عبدالمطلب، والسيدة أسماء بنت أبي بكر، والسيدة أم هاني، والسيدة زينب بنت النبي، والسيدة خولة بنت ثعلبة - والسيدة رفيدة التي "كانت أول ممرضة وطبيبة في الإسلام" - والسيدة الخنساء "ودورها في الجهاد"، والسيدة خولة بنت الأزور، والسيدة هند بنت عتبة، وغيرهن من نساء المسلمين اللاتي كان لهن مواقف سياسية واجتماعية وحربية مشهودة في عصورهن، ولا زالت سيرتهن فخرا لكل نساء الإسلام حتى وقتنا الحاضر.. وهذه حقائق قد لا يدركها كثيرون من الساسة الغربيين المعاصرين!! لذلك بادر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى "حسم" القرار وقطع التردد الاجتماعي الذي "خيم" على المجتمع سنوات طويلة!! فكان ذلك القرار التاريخي الذي جاء بعد مشورة مع كثير من أعضاء هيئة كبار العلماء وآخرين من غير هيئة كبار العلماء حفظهم الله جميعاً فعم الجميع السعادة والرضا بهذه القرارات.. أن التاريخ سيثبت في يوم ما مدى مصداقية هذه القرارات عندما نرى فئة " المعارضين " أو " المتحفظين " على مثل هذه القرارات الملكية عندما نراهم في المستقبل أنهم أول من يتنافسون ويتسابقون على الاستفادة من مثل هذه القرارات لأسرهم أو لأقاربهم أو لمعارفهم !! هؤلاء المعارضون دوماً الذين ظلوا ولا زالوا ينظرون للمرأة أنها مجرد زوجة أو جزء من ذلك!! المرأة كانت وستبقى أماً وأختاً ومربية ومعلمة وطبيبة.. وغداً إن شاء الله ستكون أكثر من ذلك!! شكراً خادم الحرمين على هذه القرارات وعلى هذه المبادرة وعلى هذه الخطوة المختلفة في مسيرة هذه البلاد.. وهنيئاً لكٍ أختي ابنة هذا الوطن على ثقة الوالد في إتاحة الفرصة لك في المشاركة في صناعة القرارات التشريعية وفي خطط التنمية في هذا الوطن الغالي!! ****