نظراً لزيادة حالات الاورام الليفية في سن الاخصاب فان تأثير الحمل في الورم الليفي اصبح واضحاً وقد ساعد الفحص السريري وكذلك الفحص باستخدام الاشعة الصوتية لمراقبة الاورام الليفية في اثناء الحمل ورؤية ما يحدث فيها من تغيرات. ومن المعلوم بان حجم الورم الليفي يزداد اثناء الحمل وذلك لزيادة ضخ الدم للرحم اثناء الحمل وكذلك ارتفاع هرمون الاستروجين والهرمونات الاستيرددية الآخرى التي تزيد من حجم الورم الليفي ويحدث كذلك فرط تنسج في الخلايا العضلية ويزداد وبشكل مزعج للمريضة حدوث التنخر الطاهر اي غير الجرثومي في الورم الليفي وتصل النسبة مابين 27 - 30٪ وهذا التنخر يحدث بسبب زيادة في حجم الورم الليفي الذي يضغط على الاوعية الدموية المغذية للورم مما يحدث انسداداً وعائياً مسبباً آلاماً شديدة مزعجة تؤثر على صحة الأم الحامل وكلما تقدم الحمل ازداد التنخر في الأورام الليفية ومعه الالم التي تحتاج الى عناية خاصة وتنويم بالمستشفى لاعطاء مسكنات الألم ومراقبة الحمل لتفادي حدوث طلق مبكر وان حدث فمن الممكن اعطاء مثبطات للطلق المبكر ولا يمكن اجراء تدخل جراحي اثناء فترة الحمل وازالة الورم الليفي لانه ربما يؤدي الى حدوث نزيف شديد اثناء الحمل يصعب ايقافه ولكن في بعض الحالات النادرة ربما يستوجب التدخل الجراحي. ويظهر التنخر الطاهر للورم الليفي باستخدام الاشعة الصوتية بظهور مناطق سائلة داخلية غير متجانسة. ويبدو ان تبدلات البناء النسيجي للورم والتبدلات الصدرية الناجمة عنها اكثر حدوثاً من تبدلات الحجم، فقد اظهرت القياسات ان 22٪ من الاورام يزداد حجمها ولا تتعدى هذه الزيادة 25٪ من الحجم الاساسي ووجد في بعض الدراسات ان 92٪ من الاورام الليفية لا يزداد حجمها اثناء الحمل. ويؤدي الحمل الى تبدل موضع الورم بالنسبة للحوض ولا سيما اذا كان في منطقة مضيق الرحم التي ستتحول الى قطعة سفلية في الاشهر الاخيرة من الحمل فيرتفع الورم بذلك الى الاعلى وتتغير مجاوراته وقد تتغير اعراضه ولا سيما اعراض ضغط الاعضاء المجاورة، اما الاورام تحت المصلبية المدنبة فتغير موضعها يكون اكثر وضوحاً وتفيد الاشعة الصوتية في مراقبة هذه التبدلات. تأثير الورم الليفي في الحمل: ان تأثير الورم الليفي في عدم الانجاب يعتمد على حجم الرحم وموضع الورم فاذا كان الورم الليفي حجمه كبيراً فلربما يؤدي انسداد قناتي فالوب وبالتالي صعوبة وصول الحيوان المنوي الى منطقة القناة التي يحدث فيها الاخصاب وعندما يكون الورم الليفي في بطانة الرحم فلربما يمنع عملية غرس البويضة الملقحة وبالتالي عدم حدوث الحمل وبشكل عام فانه من النادر ان يكون الورم الليفي سبباً رئيسياً لعدم الانجاب وتقدر نسبة عدم الانجاب بسبب الاورام الليفية بحوالي (1,8) ولا يمكن تأكيد ذلك الا بتقييم الزوجين تقييماً كاملاً للزوجين بما في ذلك اجراء الاشعة الصوتية وتحليل السائل المنوي والهرمونات وكذلك اجراء عملية تنظير للبطن بحثاً عن الاورام والالتصاقات وسلامة قناتي فالوب ويعزي عدم الانجاب الى عدة عوامل وهي عدم الاباضة المرافق للورم الليفي واضطراب قابلية التقلص الرتيبه لعضلة الرحم التي يحرضها البروستغلاندين في الحال الطبيعية بتأثير السائل المنوي كذلك كبر حجم الرحم وتبدل شكلها مما يجبر النطق على السير مسافات اطول وايضاً اصابة بطانة الرحم حين وجود ورم ليفي بارز من بطانة الرحم او تحت البطانة المخاطية ولا ننسى ان الورم الليفي قد يكون عائقاً لوصول النطق حين وجود في عنق الرحم او مضيق الرحم او امام فوهة الانبوب. ان الورم الليفي يعتبر من المسببات المعروفة لحدوث الاسقاطات المتكررة وتختلف نسبة هذه الاسقاطات الناجحة عن التعشيش او الغرس على مخاطية سيئة بين 25,10٪ وتصبح ضعف هذه النسبة اذا كانت الارحام متليفة. تزيد الاورام الليفية من حدوث الولادات المبكرة اي قبل اكتمال نمو الجنين قبل الاسبوع 37 من الحمل. ويهيء الورم الليفي لارتكاز المشيمه الواطي مما قد يؤدي الى حدوث نزيف ابان فترة الحمل خصوصاً في الثلث الثالث منها مما قد يستدعي تدخلاً جراحياً لانها الحمل مبكراً هذه بالاضافة الى حدوث انبثاق جيب المباه الباكر او عيوب في وضع مجيء الجنين. ويزيد عدد ارتكازات المشيمة المعيبة في الارحام المتليفة عشرة اضعاف كما هو في الارحام الطبيعية. ان وجود ورم ليفي خلالي اي في العضلات الرحمية اثناء المخاض الى عسرة ولادة حركية اما اذا وجد الورم في المضيق وهو الجزء السفلي من الرحم او في العنق ادت الى عسر ولادة الية باحداثها عائقاً دون تقدم الجنين ومن الصعب تجنب اللجوء للعملية القيصرية، ولا يلجأ اليها لنموذج الورم الليفي وموضعه وحجمه وعدده فحسب بل لما يحدث من عسرات ولادة واعراض مرافقة تزداد حالات النزيف بعد الولادة بسبب انحباس المشيمه او انفكاكها الجزئي او عدم انقباض الرحم مباشرة بعد الولادة ونزول المشيمة وتقدر حالات النزيف بعد الولادة بحوالي الضعفين مقارنة بالنساء العاديات. والمصابات بالاورام الليفية مهددات بعد الولادة ولا سيما اذا كانت بالقيصرية بالاصابة بالتهاب باطن الرحم او بحدوث الخثرات المصميه (الجلطة).